النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(رفغ)

صفحة 244 - الجزء 2

  والرَّفْعُ هَاهُنَا مِنْ رَفَعَ فُلَانٌ عَلَى الْعَامِلِ إِذَا أَذَاعَ خَبَرَهُ وَحَكَى عَنْهُ. ورَفَعْتُ فُلَانًا إِلَى الْحَاكِمِ إِذَا قَدَّمَته إِلَيْهِ.

  (س) وَفِيهِ «فَرَفَعْتُ نَاقَتِي» أَيْ كَلَّفْتها الْمَرْفُوعَ مِنَ السَّير، وَهُوَ فَوق الْمَوْضُوعِ وَدُونَ العَدْوِ. يُقَالُ ارْفَعْ دابَّتك أَيْ أسرِع بِهَا.

  وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَرَفَعْنَا مطِيَّنا، ورفَع رسولُ اللَّهِ مَطِيّتَه، وصَفِيَّةُ خَلْفه».

  وَفِي حَدِيثِ الِاعْتِكَافِ «كَانَ إِذَا دخَل العَشْرُ أيقَظ أهلَه ورَفَعَ المِئْزَر» جَعَل رَفْعَ المئزَر - وَهُوَ تشميرُه عَنِ الإسْبال - كِنَايَةً عَنِ الِاجْتِهَادِ فِي العِبادة. وَقِيلَ كَنَى بِهِ عَنِ اعتِزال النساءِ.

  وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سَلام «مَا هَلكَت أُمَّة حَتَّى تَرْفَع القرآنَ عَلَى السُّلْطَانِ» أَيْ يتأوَّلونه ويَرَون الخُروج بِهِ عَلَيْهِ.

(رَفَغَ)

  (هـ) فِيهِ «عَشْر مِنَ السُّنَّة: كَذَا وَكَذَا ونَتفُ الرُّفْغَيْنِ» أَيِ الإبِطَين. الرُّفْغُ بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ: واحدُ الْأَرْفَاغِ، وَهِيَ أصولُ المَغابن كَالْآبَاطِ والحَوالِب، وغيرِها مِنْ مَطاوي الأعضاءِ وَمَا يَجْتَمِعُ فِيهِ مِنَ الوَسَخ والعَرَق.

  (هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَيْفَ لَا أُوهِم⁣(⁣١) ورُفْغُ أحدِكم بَيْنَ ظُفُره وأنْمُلَتِه» أَرَادَ بِالرُّفْغِ هَاهُنَا وَسَخ الظُّفُر، كأنَّه قَالَ: ووسَخُ رُفْغِ أحدِكم. وَالْمَعْنَى أَنَّكُمْ لَا تُقَلِّمون أَظْفَارَكُمْ ثُمَّ تَحُكُّون بِهَا أَرْفَاغَكُمْ، فيعْلَق بِهَا مَا فِيهَا مِنَ الوَسَخ.

  وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ ¥ «إِذَا الْتَقى الرُّفْغَانِ وجَبَ الغُسل» يُرِيدُ الْتِقاء الْخِتَانَيْنِ، فَكَنَى عَنْهُ بالْتِقاء أُصول الفَخِذَين؛ لِأَنَّهُ لَا يَكُونُ إلاَّ بَعْدَ الْتِقاء الخِتانَين. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.

  وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ ¥ «أَرْفَغَ لَكُمُ المَعاش» أَيْ أوْسَع عَلَيْكُمْ. وعَيْش رَافِغٌ:

  أَيْ واسعٌ.

  وَمِنْهُ حَدِيثُهُ «النِّعَمُ الرَّوَافِغُ» جَمْعُ رَافِغَةٍ.

(رَفَفَ)

  فِيهِ «مَنْ حَفَّنا أَوْ رَفَّنَا فليَقْتصِدْ» أَرَادَ المَدْحَ والإطْراء. يُقَالُ فلان يَرُفُّنَا:

  أي يَحُوطُنا ويَعْطِف علينا.


(١) انظر «وهم» فيما يأتى: