النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

باب الهمزة مع الطاء

صفحة 53 - الجزء 1

بَابُ الْهَمْزَةِ مَعَ الضَّادِ

(آضَ)

  (هـ) فِي حَدِيثِ الْكُسُوفِ «حَتَّى آضَتِ الشّمسُ كَأَنَّهَا تَنُّومَة» أَيْ رَجَعَتْ وَصَارَتْ، يُقَالُ مِنْهُ آضَ يَئِيضُ أَيْضًا. وَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِي الْحَدِيثِ. وَمِنْ حَقِّهَا أَنْ تَكُونَ فِي بَابِ الْهَمْزَةِ مَعَ الْيَاءِ، وَلَكِنَّهَا لَمْ تَرِد حيثُ جَاءَتْ إِلَّا فعْلاً فاتَّبَعْنَا لفظَهَا.

(أضَمَ)

  - فِي حَدِيثِ وَفْدِ نَجْرَان «وأَضِمَ عَلَيْهَا مِنْهُ أَخُوهُ كُرْزُ بْنُ عَلْقَمَةَ حَتَّى أَسْلَمَ» يُقالُ أَضِمَ الرَّجُل بِالْكَسْرِ يَأْضَمُ أَضَماً إِذَا أضْمر حِقْداً لَا يَسْتَطِيعُ إِمْضَاءَهُ.

  (س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «فَأَضِمُوا عَلَيْهِ».

  (س) وَفِي بَعْضِ الْأَحَادِيثِ ذِكْرُ «إِضَم»، هُوَ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَفَتْحِ الضَّادِ اسْمُ جَبَلٍ وَقِيلَ مَوْضِعٌ.

(أَضَا)

  (هـ) فِيهِ «أَنَّ جِبْرِيلَ لَقِيَ النَّبِيَّ عِنْدَ أَضَاة بَني غِفَار» الأَضَاة بِوَزْنِ الحَصَاة: الغَدِير وَجَمْعُهَا أَضًى وإِضَاءً كَأَكَمٍ وإكَامٍ.

بَابُ الْهَمْزَةِ مَعَ الطَّاءِ

(أَطَأَ)

  (هـ) فِي حَدِيثِ عُمَرَ «فِيم الرَّمَلانُ وَقَدْ أَطَّأَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ» أَيْ ثَبّتَهُ وأرسْاه.

  وَالْهَمْزَةُ فِيهِ بَدَلٌ مِنْ وَاو وَطَّأ.

(أَطَرَ)

  (هـ) فِيهِ «حَتَّى تأخُذوا عَلَى يَدَي الظَّالِمِ وتَأْطِرُوه عَلَى الْحَقِّ أطْراً» أَيْ تَعْطِفوه عَلَيْهِ. وَمِنْ غَرِيبِ مَا يُحْكَى فِيهِ عَنْ نَفْطَويه قَالَ: إِنَّهُ بِالظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ مِنْ بَابِ ظَأرَ. وَمِنْهُ الظِّئْرُ المُرضِعة، وَجَعَلَ الْكَلِمَةَ مَقْلُوبَةً فَقَدَّمَ الْهَمْزَةَ عَلَى الظَّاءِ.

  (س) وَمِنْهُ فِي صِفَةِ آدَمَ # «أَنَّهُ كَانَ طُوِالاً فَأَطَرَ اللَّهُ مِنْهُ» أَيْ ثَناه وقَصَره ونَقَصَ مِنْ طُوله، يُقَالُ أَطَرْتُ الشَّيْءَ فَانْأَطَرَ وتَأَطَّرَ، أَيِ انْثَنى.

  وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «أَتَاهُ زِيادُ بْنُ عَدِيّ فَأَطَرَهُ إِلَى الْأَرْضِ» أَيْ عَطَفه. وَيُرْوَى وطَدَهُ. وَسَيَجِيءُ.