النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(نتخ)

صفحة 12 - الجزء 5

بَابُ النُّونِ مَعَ التَّاءِ

(نَتَجَ)

  - فِيهِ «كَمَا تُنْتَجُ البهيمةُ بَهِيمَةً جَمْعاء» أَيْ تَلِدُ. يُقَالُ: نُتِجَتِ الناقةُ، إِذَا وَلَدتْ، فَهِيَ مَنْتُوجَةٌ. وأَنْتَجَتْ، إِذَا حَملتْ، فَهِيَ نَتُوجٌ. وَلَا يُقَالُ: مُنْتِج. ونَتَجْتُ الناقةَ أَنْتِجُهَا، إِذَا ولَّدتها. والنَّاتِجُ للإبِل كالقابِلة لِلنِّسَاءِ.

  وَفِي حَدِيثِ الأقْرع وَالْأَبْرَصِ «فَأَنْتِجْ هَذَانِ وَوَلَّد هَذَا» كَذَا جَاءَ فِي الرِّواية «أنْتَج» وَإِنَّمَا يُقال: «نَتَجَ»، فَأَمَّا أَنْتَجَتْ فَمَعْنَاهُ إِذَا حَمَلَت، أَوْ حَانَ نِتَاجُهَا. وَقِيلَ:

  هُما لُغَتان.

  (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي الأحْوص «هَلْ تَنْتِجُ إبلَك⁣(⁣١) صِحاحاً آذَانُها» أَيْ تُوَلِّدُها وتَلي نتاجَها.

(نَتَخَ)

  [هـ] فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «إنَّ فِي الجنَّة بِساطاً مَنْتُوخاً بِالذَّهب» أَيْ مَنْسوجا.

  والنَّتْخُ بِالْخَاءِ المُعجَمة: النَّسجُ.

  (س) وَفِي حَدِيثِ الْأَحْنَفِ «إِذَا لَمْ أصِلْ مُجْتَديَّ حَتَّى يَنْتِخَ جَبينُه» أَيْ يَعْرق.

  والنَّتْخ: مِثل الرَّشح. والمُجْتَدى: الطَّالب، أَيْ إِذَا لَمْ أصِلْ طَالبَ مَعْرُوفي.

(نَتَرَ)

  (هـ) فِيهِ «إِذَا بالَ أحدُكم فَلْيَنْتُرْ ذَكَرَهُ ثلاثَ نَتَرَاتٍ» النَّتْرُ: جَذْبٌ فِيهِ قُوّة وجَفْوَة.

  (هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إنَّ أحَدَكُم يُعَذَّب فِي قَبْره، فَيُقَالُ: إِنَّهُ لَمْ يَكُن يَسْتَنْتِرُ عِنْدَ بَوله» الِاسْتِنْتَار: اسْتِفْعال، مِنَ النَّتر، يُريد الحِرْصَ عَلَيْهِ والاهتمامَ بِهِ. وَهُوَ بَعْثٌ عَلَى التَّطَهُّر بالاسْتِبراء مِنَ البَوْل.

  (هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «قَالَ لِأَصْحَابِهِ: أطْعُنُوا النَّتْرَ» أَيِ الْخَلْسَ، وَهُوَ مِن فعْل الحُذَّاق.

  يُقَالُ: ضَرْبٌ هَبْر، وطَعْنٌ نَتْرٌ.

  ويُروَى بِالْبَاءِ بَدل التَّاء. وقد تقدّم.


(١) رواية الهروي: «هل تُنْتَجُ إبلُ قومك».