النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(زحزح)

صفحة 297 - الجزء 2

  (س) وَفِيهِ «كَانَ شُريحٌ زَاجِراً شَاعِرًا» الزَّجْرُ للطَّير: هُوَ التَّيمُّن والتَّشَؤُّم بِهَا والتفَؤُّل بطَيرَانها، كالسانِح والباَرِح، وَهُوَ نوعٌ مِنَ الكَهاَنة والعِياَفة.

(زَجَلَ)

  (هـ) فِيهِ «أَنَّهُ أخَذَ الحرْبةَ لأُبَىّ بْنِ خَلَفٍ فَزَجَلَهُ بِهَا» أَيْ رَمَاه بِهَا فَقَتَلَهُ.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ «فأخَذَ بِيَدِي فَزَجَلَ بِي» أَيْ رَماَني ودَفَع بِي.

  (س) وَفِي حَدِيثِ الْمَلَائِكَةِ «لَهُمْ زَجَلَ بِالتَّسْبِيحِ» أَيْ صوتٌ رَفِيعٌ عَالٍ.

(زَجَا)

  فِيهِ «كَانَ يتخلَّف فِي الْمَسِيرِ فَيُزْجِي الضَّعيف» أَيْ يَسُوقه ليُلْحِقه بالرِّفاق.

  (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «مَا زَالَتْ تُزْجِينِي حَتَّى دخَلتُ عَلَيْهِ» أَيْ تَسُوقني وتَدفَعُني.

  (س) وَحَدِيثُ جَابِرٍ «أَعْيَا ناضِحي فجعلَتُ أُزْجِيهِ» أَيْ أسوقُه.

  (س) وَفِيهِ «لَا تَزْجُو صَلاةٌ لَا يُقْرأ فِيهَا بفاتِحَة الكِتاب» هُوَ مِنْ أَزْجَيْتُ الشَّيْءَ فَزَجَا إِذَا رَوَّجْتَه فرَاجَ وتيسَّر. الْمَعْنَى: لَا تُجْزِئُ صلاةٌ وتَصح إلاَّ بِالْفَاتِحَةِ.

بَابُ الزَّايِ مَعَ الْحَاءِ

(زَحْزَحَ)

  فِيهِ «مَنْ صامَ يَوْمًا فِي سَبيل اللَّهِ زَحْزَحَهُ اللهُ عَنِ النَّارِ سَبْعين خَريفاً» زَحْزَحَهُ أَيْ نحاَّه عَنْ مَكَانِهِ وباعَده مِنْهُ، يَعْنِي باعَدَه عَنِ النَّار مَسَافَةً تُقْطع فِي سَبْعين سَنَةً؛ لِأَنَّهُ كُلَّمَا مرَّ خَرٍيف فَقَدِ انْقَضَت سَنَةٌ.

  [هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ ¥ «أَنَّهُ قَالَ لِسُلَيْمَانَ بْنِ صُرَد لَمَّا حضَره بَعْدَ فرَاغِه مِنَ الجْمَل: تَزَحْزَحْتَ وتَربَّصت فَكَيْفَ رأيتَ اللَّهَ صنَعَ؟».

  وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ® «كَانَ إِذَا فرَغ مِنَ الْفَجْرِ لَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى تَطْلع الشَّمْسُ وَإِنْ زُحْزِحَ» أَيْ وَإِنْ أُرِيدَ تَنْحِيتهُ عَنْ ذَلِكَ وأزْعجَ وحُملَ عَلَى الْكَلَامِ.

(زَحَفَ)

  فِيهِ «اللَّهُمَّ اغفِرْ لَهُ وإنْ كَانَ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ» أَيْ فرَّ مِنَ الْجِهَادِ ولِقاءِ العدُوِّ فِي الحرْب. والزَّحْفُ: الْجَيْشُ يَزْحَفُونَ إِلَى العَدُوّ: أَيْ يَمْشُون. يُقَالُ زَحَفَ إِلَيْهِ زَحْفاً إِذَا مَشَى نَحْوَهُ.