النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(عنبل)

صفحة 306 - الجزء 3

  (هـ) وَفِيهِ «مَثَلُ الْمُنَافِقِ مَثَلُ شَاةٍ بَيْنَ رَبِيضَيْن⁣(⁣١)، تَعْمُو إِلَى هَذِهِ مَرَّةً وَإِلَى هَذِهِ مرَّة» يُقَالُ: عَمَا يَعْمُو إِذَا خَضَع وذَلَّ، مِثْلَ عَنَا يَعْنُو، يُريد أَنَّهَا كَانَتْ تَمِيل إِلَى هَذِهِ وَإِلَى هَذِهِ.

بَابُ الْعَيْنِ مَعَ النُّونِ

(عَنَبَ)

  فِيهِ ذِكر «بِئْر أَبِي عِنَبَة» بِكَسْرِ الْعَيْنِ وَفَتْحِ النُّونِ: بِئْرٌ مَعْرُوفَةٌ بِالْمَدِينَةِ، عِنْدَهَا عَرض رَسُولُ اللَّهِ أَصْحَابَهُ لمَّا سَارَ إِلَى بَدْر.

  وَفِيهِ ذِكر «عُنَابَة» بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيفِ: قَارَة سَوْداء بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، كَانَ زَيْنُ الْعَابِدِينَ يَسْكُنها.

(عَنْبَرَ)

  (س) فِي حَدِيثِ جَابِرٍ «فألْقَى لَهُمُ البَحْرُ دَابَّة يُقَالُ لَهَا: العَنْبَر» هِيَ سَمَكة بَحْرِيَّة كَبِيرَةٌ، يُتَّخذَ مِنْ جِلْدِهَا التَّراسُ. وَيُقَالُ للتُّرس: عَنْبَر.

  وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ زَكاةِ العَنْبَر فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ شيءٌ دَسَره البحْر» هُوَ الطِّيبُ الْمَعْرُوفُ.

  [هـ]

(عَنْبَلَ)

  فِي حَدِيثِ عَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ.

  والقَوْسُ فِيهَا وَتِرٌ عُنَابِل العُنَابِل بِالضَّمِّ: الصُّلب المَتِين، وَجَمْعُهُ: عَنَابِل بِالْفَتْحِ، مِثْل جُوَالِق وجَوَالِق.

(عَنَتَ)

  (س) فِيهِ «البَاغُون البُرآءَ العَنَتَ» العَنَتُ: المشقَّة وَالْفَسَادُ، وَالْهَلَاكُ، والإثْم والغَلَط، والخَطَأ والزِّنا، كُلُّ ذَلِكَ قَدْ جَاءَ، وأطْلِق العَنَت عَلَيْهِ. وَالْحَدِيثُ يَحْتَمِلُ كلّها.

  والبرآء: جمع برئ، وَهُوَ والعَنَت مَنْصُوبَانِ مَفْعُولَانِ لِلْباغِين. يُقَالُ: بَغَيْتُ فَلَانًا خَيْرًا، وبَغيْتُك الشيءَ: طلبتُه لَكَ، وبَغيْت الشيءَ: طلبْته.

  [هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فيُعْنِتُوا عَلَيْكُمْ دينَكم».


(١) في الأصل وا: «ربيضتين» والمثبت من الهروي، واللسان، ومما سبق في مادة (ربض).