النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(لغب)

صفحة 256 - الجزء 4

بَابُ اللَّامِ مَعَ الْغَيْنِ

(لَغِبَ)

  [هـ] فِيهِ «أهْدَى يَكْسُومُ أخُو الأشْرَم إِلَى النَّبِيِّ سِلاحاً فِيهِ سَهْمٌ لَغْبٌ» يُقَالُ: سَهْم لَغْبٌ ولُغاب ولَغِيب، إِذَا لَمْ يَلْتَئِم رِيشُه ويَصْطَحب لِرداءتِه، فَإِذَا الْتأم فَهُوَ لُؤامٌ.

  وَفِي حَدِيثِ الْأَرْنَبِ «فسَعَى الْقَوْمُ فلَغِبُوا وأدْرَكْتُها» اللَّغَب: التَّعَبُ والإعْياء. وَقَدْ لَغِبَ يَلْغَب. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.

(لَغَثَ)

  - فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «وَأَنْتُمْ تَلْغَثُونها» أَيْ تأكُلونها، مِن اللَّغِيث، وَهُوَ طَعام يُغْلَث⁣(⁣١) بِالشَّعِيرِ.

  ويُرْوَى «تَرْغَثُونها» أَيْ تَرْضَعونَها.

(لَغَدَ)

  - فِيهِ «فحَشَى بِهِ صَدْرَه ولَغَادِيدَه» هِيَ جَمع لُغْدود، وَهِيَ لَحْمة عِنْدَ اللَّهَوات.

  وَيُقَالُ لَهُ: لُغْد، أَيْضًا، ويُجْمَع: أَلْغَادا.

(لَغَزَ)

  [هـ] فِي حَدِيثِ عُمَرَ «أَنَّهُ مَرَّ بِعَلْقَمَةَ بْنِ الْفَغْوَاءِ⁣(⁣٢) يُبايِع أعْرابيَّاً يُلْغِزُ لَهُ فِي الْيَمِينِ، ويُرِي الأعْرابيَّ أَنَّهُ قَدْ حَلَف لَهُ، ويَرَى عَلْقَمة أَنَّهُ لَمْ يَحْلِف، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ:

  مَا هَذِهِ اليمينُ اللُّغَيْزاء؟» اللُّغَيْزاء مَمْدُودٌ: مِنَ اللُّغَزِ، وَهِيَ⁣(⁣٣) جِحَرة اليَرابِيع، تَكُونُ ذَاتَ⁣(⁣٤) جِهَتَيْنِ، تدخُل مِنْ جِهَةٍ، وتخُرج مِنْ جِهَةٍ أُخرّى، فاسْتُعِير لمَعاريض الْكَلَامِ ومَلاحِنه.

  هَكَذَا قال الهروي.


(١) في ا، واللسان: «يُغَشُّ» والمثبت في الأصل. قال في الجمهرة ٢/ ٤٦: «وغلث الحديثَ يغلثه غلثاً، إذا خلط بعضه ببعض، ولم يجيء به على الاستواء. والغلث: الخلط. يقال: طعام مغلوث: أي مخلوط، نحو البُرّ والشعير، إذا خلطا».

(٢) في الأصل، وا: «الغفواء» وفي اللسان: «القعواء» وصححته بفاء مفتوحة ومعجمة ساكنة، من الهروي، والإصابة ٤/ ٢٦٦.

(٣) في الهروي: «من اللَّغَز. وهو أحد جحرة اليربوع».

(٤) في الهروي: «ذوات».