النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(فحا)

صفحة 418 - الجزء 3

(فَحَا)

  فِيهِ «مَن أكَل مِن فِحَا أَرْضِنَا لَمْ يَضُرَّه مَاؤُهَا» الفِحَا بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ:

  وَاحِدُ الأَفْحَاء: تَوابِلُ القُدور. وَقَدْ فَحَيْتُ القِدْر: أَيْ جَعلتُ فِيهَا التَّوابِل، كالفُلْفُل والكَمُّون وَنَحْوِهِمَا، وَقِيلَ: هُوَ البَصَل.

  [هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ «قَالَ لِقَوْمٍ قَدِموا عَلَيْهِ: كُلُوا مِنْ فِحَا أرْضِنا فقلَّما أكَل قَوم مِنْ فِحَا أرْضٍ فَضَرَّهم مَاؤُهَا».

بَابُ الْفَاءِ مَعَ الْخَاءِ

(فَخَخَ)

  (هـ) فِي حَدِيثِ صَلَاةِ اللَّيْلِ «أَنَّهُ⁣(⁣١) نَامَ حَتَّى سُمِع فَخِيخُه» أَيْ غَطِيطُه.

  [هـ] وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ:

  أفْلَحَ مَنْ كانَ لَهُ مِزَخَّهْ ... يَزُخُّها ثُم يَنام الفَخَّه

  أَيْ يَنامَ نَوْمَةً يُسْمَع فَخِيخُه فِيهَا.

  وَفِي حَدِيثِ بِلَالٍ:

  ألَا لَيْت شِعْرِي هَل أبِيَتَّن لَيْلَة ... بفَخٍّ وحَوْلي إذْخِرٌ وَجَلِيلُ

  فَخٌّ: مَوضع عِنْدَ مكَّة. وَقِيلَ: وَادٍ دُفِنَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَهُوَ أيضا ماءٌ أقْطَعه النَّبِيُّ عُظَيْمَ بْنَ الْحَارِثِ المُحارِبيّ.

(فَخِذَ)

  (هـ) فِيهِ «لَمَّا نَزَلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ٢١٤}⁣[الشعراء] بَات يُفَخِّذُ عَشيرتَهَ» أَيْ يُناديهم فَخِذاً فَخِذاً، وهُم أقْرَب العَشِيرة إِلَيْهِ. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ «الفَخِذ» فِي الْحَدِيثِ.

  وَأَوَّلُ العَشِيرة الشَّعْب، ثُمَّ القَبِيلة، ثُمَّ الفَصِيلة، ثُمَّ العِمَارة، ثُمَّ البَطْن، ثُمَّ الفَخِذ. كَذَا قَالَ الْجَوْهَرِيُّ.

(فَخَرَ)

  (س) فِيهِ «أَنَا سَيِّدُ وَلد آدَمَ وَلَا فَخْر» الفَخْر: ادِّعاء العِظَم والكِبْر والشَّرف:

  أَيْ لَا أَقُولُهُ تَبَجُّحا، وَلَكِنْ شُكْراً لِلَّهِ وتَحَدُّثا بِنِعَمِهِ.


(١) الضمير يعود على ابن عباس كما يستفاد من عبارة الهروى.