النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(خبج)

صفحة 6 - الجزء 2

  (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَجَّاجِ «أَنَّهُ قَالَ لِأَنَسٍ ¥: يَا خِبْثَة» يُرِيدُ يَا خَبِيثُ. ويقال للأخْلاق الْخَبِيثَةِ خِبْثَة.

  (س) وَفِي حَدِيثِ سَعِيدٍ «كَذب مَخْبَثَانُ» الْمَخْبَثَانُ الْخَبِيثُ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ جَمِيعًا، وَكَأَنَّهُ يدُلُّ عَلَى المبالغة.

  (س) وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ يُخاطِب الدُّنيا «خَبَاثِ، كُلَّ عِيدَانِكِ مَضَضْنا فَوَجَدْنَا عاقِبَتَه مُرَّا» خَبَاث - بِوَزْنِ قَطام - مَعْدُول، مِنَ الْخُبْثِ، وَحَرْفُ النِّدَاءِ مَحْذُوفٌ: أَيْ يَا خَبَاث. والمَضَّ مِثْلُ المَصّ: يُرِيدُ إِنَّا جَرَّبناكِ وخَبَرْنَاكِ فوَجَدْنا عاقِبَتَك مُرَّة.

  (هـ) وَفِيهِ «أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ والْخَبَائِثِ» بِضَمِّ الْبَاءِ جَمْعُ الْخَبِيثِ، والْخَبَائِثُ جمعُ الْخَبِيثَةِ، يُريد ذكورَ الشَّيَاطِينِ وإناثَهم. وَقِيلَ هُوَ الْخُبْثُ بِسُكُونِ الْبَاءِ، وَهُوَ خِلَافُ طَيِّب الفِعْلِ مِنْ فُجُور وَغَيْرِهِ. والْخَبَائِثُ يُرِيدُ بِهَا الأفعالَ المَذمُومة والخصالَ الرديئةَ.

  (هـ) وَفِيهِ «أَعُوذُ بِكَ مِنَ الرِّجْسِ النَّجْسِ الْخَبِيثِ الْمُخْبِثِ» الْخَبِيثُ ذُو الخُبْث فِي نَفْسه، والْمُخْبِثُ الَّذِي أَعْوَانُهُ خُبَثَاءُ، كَمَا يُقَالُ لِلَّذِي فَرَسُهُ ضَعيف مُضْعِف. وَقِيلَ هُوَ الَّذِي يُعَلّمهم الخُبث ويُوقعهم فِيهِ.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ قَتْلَى بَدْر «فأُلْقُوا في قَليبٍ خَبِيثٍ مُخْبِثٍ» أَيْ فاسدٍ مُفْسد لمَا يَقَعُ فِيهِ (هـ) وَفِيهِ «إِذَا كَثُر الْخُبْثُ كَانَ كَذَا وَكَذَا» أرادَ الفسقَ والفُجُورَ.

  (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ سَعْدِ بْنِ عُبادة «أَنَّهُ أُتِيَ النبيُّ بِرَجُل مُخْدَجٍ سَقِيم وُجِد مَعَ أمَةٍ يَخْبُثُ بِهَا» أَيْ يَزْنِي.

(خَبَجَ)

  (هـ س) فِي حَدِيثِ عُمَرَ «إِذَا أُقِيمَت الصَّلَاةُ وَلَّى الشَّيْطَانُ وَلَهُ خَبَجٌ» الْخَبَجُ بِالتَّحْرِيكِ: الضُّراط. وَيُرْوَى بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ.

  وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ خَرَج الشَّيْطَانُ وَلَهُ خَبَجٌ كَخَبَجِ الْحِمَارِ».

(خَبْخَبَ)

  فِيهِ ذِكْرُ «بَقِيعِ الْخَبْخَبَة» هُوَ بِفَتْحِ الْخَاءَيْنِ وَسُكُونِ الْبَاءِ الْأُولَى: مَوْضِعٌ بِنُوَاحِي الْمَدِينَةِ.

(خَبَرَ)

  فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «الْخَبِيرُ» *

  هُوَ العَالِم بِمَا كَان وَبِمَا يَكُونُ. خَبَرْتُ الْأَمْرَ أَخْبُرُهُ إِذَا عرَفتَه عَلَى حَقِيقَتِهِ.