النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

باب الميم مع الميم

صفحة 363 - الجزء 4

(مَلَا⁣(⁣١))

  فِيهِ «إِنَّ اللهَ لَيُمْلِي للظَّالِمِ» الإِمْلاءُ: الإمْهَالُ والتأخيرُ وإطالةَ العُمْرِ.

  وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.

  وَكَذَلِكَ تَكَرَّرَ فِيهِ ذكْرُ «المَلِيِّ» وَهُوَ الطائفةُ مِنَ الزَّمانِ لَا حَدَّ لَهَا. يُقَالُ: مَضَى مَلِيٌّ مِنَ النَّهَارِ، ومَلِيٌّ مِنَ الدَّهْرِ: أَيْ طَائِفَةٌ مِنْهُ.

بَابُ الْمِيمِ مَعَ الْمِيمِ⁣(⁣٢)

(مِمْ)

  - فِي كِتَابِهِ لِوَائل بْنِ حُجْر «مَنْ زَنَى مِمْ بِكَرٍ، ومَن زَنَى مِمْ ثَيِّبٍ» أَيْ مِنْ بِكْرٍ وَمِنْ ثَيِّبٍ، فَقَلبَ النُّونَ مِيمًا، أَمَّا مَعَ بِكرٍ، فَلِأَنَّ النُّون إِذَا سَكَنَت قبْل البَاءِ فَإِنَّهَا تُقْلَبُ مِيماً فِي النُّطْق، نَحْوُ عَنبرٍ وشَنْبَاءَ، وَأَمَّا مَعَ غَيْرِ الْبَاءِ، فَإِنَّهَا لُغَةٌ يَمانيةٌ، كَمَا يُبْدِلُون الْمِيمَ مِنْ لامِ التَّعْرِيفِ. وَقَدْ مَرَّ هَذَا فِيمَا تَقَدَّمَ.

بَابُ الْمِيمِ مَعَ النُّونِ

(مَنَأَ)

  (س) فِي حَدِيثِ عُمَرَ «وآدِمَةٌ فِي المَنِيئَةِ» أَيْ فِي الدِّبَاغِ. وَقَدْ مَنَأْتُ الأَدِيمَ، إِذَا ألْقَيْتَه فِي الدِّباغِ. وَيُقَالُ لَهُ مَا دَامَ فِي الدِّبَاغِ: مَنِيئَةٌ، أَيْضًا.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيس «وَهِيَ تَمْعَسُ مَنِيئَةً لَهَا».

(مَنَجَفَ)

  - فِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وخروجهِ إِلَى النَّجَاشِيِّ «فَقَعَدَ عَلَى مِنْجَاف السَّفينةَ» قِيلَ: هُوَ سُكَّانُها [أَيْ ذَنَبها⁣(⁣٣)] الَّذِي تُعدَّل بِهِ، وَكَأَنَّهُ [مَا تُنْجَفُ بِهِ السفينةُ⁣(⁣٤)] مِن نَجَفْتُ السّهمَ، إِذَا بَرَيْته وعَدَلْتَه، كَذَا قَالَ الزمخشريُّ. وَالْمِيمُ زائدةٌ.

  قَالَ الْخَطَّابِيُّ: لَمْ أَسْمَعْ فِيهِ شَيْئًا أَعْتَمِدُهُ.


(١) وضعت هذه المادة في الأصل، وا قبل (مم) على غير نهج المصنِّف في إيراد الموادّ على ظاهر لفظها.

(٢) لم يوضع هذا الباب فوق المادَّة في الأصل، وا.

(٣) تكملتان من الفائق ٣/ ٧٠. والنقل منه.

(٤) تكملتان من الفائق ٣/ ٧٠. والنقل منه.