النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(قصم)

صفحة 74 - الجزء 4

  ابْنَيْ قَيْلَةَ⁣(⁣٤) يَتَقَاصَفُون عَلَى رجُلٍ يَزْعُم أَنَّهُ نَبِيٌّ».

  (س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «شَيَّبَتْني هُودُ وأخَواتُها، قَصَّفْن عليَّ الأمَم» أَيْ ذُكِرَ لِي فِيهَا هلاكُ الأمَم، وقُصَّ عليَّ فِيهَا أخبارهُم، حَتَّى تَقَاصف بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، كَأَنَّهَا ازْدَحَمَت بتَتابُعِها.

  وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ ^ تَصِف أَبَاهَا «وَلَا قَصَفُوا لَهُ قَناة» أَيْ كَسَروا.

  وَفِي حَدِيثِ مُوسَى # وضَرْبِه البَحْر «فانتَهَى إِلَيْهِ وَلَهُ قَصِيفٌ مَخافةَ أَنْ يَضْرِبَه بِعَصَاهُ» أَيْ صَوْتٌ هَائِلٌ يُشْبِه صَوْتَ الرعْد.

  وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ «رَعْدٌ قاصِف» أَيْ شَدِيدٌ مُهْلِك لشِدّة صَوْتِه.

(قَصَلَ)

  - فِي حَدِيثِ الشَّعْبِيّ «أُغْمِي عَلَى رجُل مِنْ جُهَينة، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: مَا فَعَل القُصَل؟» هُوَ بِضَمِّ الْقَافِ وَفَتْحِ الصَّادِ: اسْم رَجل.

(قَصَمَ)

  - فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ «لَيْسَ فِيهَا قَصْمٌ وَلَا فَصْمٌ» القَصْم: كَسْر الشَّيْءِ وإبانَته، وَبِالْفَاءِ:

  كسْره مِنْ غَيْرِ إِبَانَةٍ.

  وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «الفاجِر كالأَرْزة صَمَّاء مُعْتدِلة حَتَّى يَقْصِمها اللَّهُ».

  وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ تَصِفُ أَبَاهَا ® «وَلَا قَصَمُوا لَهُ قَناة» ويُروى بِالْفَاءِ.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ «فَوَجَدْتُ انقِصَاماً فِي ظهْرِي» ويُروَى بِالْفَاءِ. وَقَدْ تَقَدَّمَا.

  (هـ) وَفِيهِ «اسْتَغْنُوا عَنِ النَّاسِ وَلَوْ عَنْ قِصْمة السِّوَاكِ» القِصْمة بالكسْر: مَا انْكَسر مِنْهُ وانْشَقَّ إِذَا اسْتِيك بِهِ. ويُرْوَى بِالْفَاءِ.

  (هـ) وَفِيهِ «فَمَا تَرْتَفِع فِي السَّمَاءِ مِنْ قَصْمَةٍ إِلَّا فُتِح لَهَا بَابٌ مِنَ النَّارِ» يَعْنِي الشَّمْسَ.

  القَصْمة بِالْفَتْحِ: الدَّرَجة، سُمِّيت بِهَا لِأَنَّهَا كِسْرة، مِنَ القَصْم: الكَسْر.

(قَصَا)

  (س) فِيهِ «الْمُسْلِمُونَ تَتَكافَأ دِماؤهم، يَسْعَى بذِمَّتِهم أَدْنَاهُمْ، ويَرُدُّ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُم» أَيْ أبعَدُهم. وَذَلِكَ فِي الغَزْوِ، إِذَا دَخَل العَسْكر أَرْضَ الحرْب فوَجَّه الْإِمَامُ مِنْهُ السَّرايا، فَمَا غَنِمَت مِنْ شَيْءٍ أخَذَت مِنْهُ مَا سُمِّي لَهَا، ورُدَّ مَا بَقَي عَلَى العْسكر؛ لِأَنَّهُمْ وإنْ لَمْ يشهَدوا الْغَنِيمَةَ رِدْءٌ للسَّرايا وظَهْرٌ يَرْجِعون إليهم.


(٤) في ا: «أبناء قيلة».