النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(روذس)

صفحة 276 - الجزء 2

  (هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِذَا بالَ أحدُكم فَلْيَرْتَدْ لِبوْله» أَيْ يَطْلُب مَكَانًا لَيّناً لِئَلَّا يرجعَ عَلَيْهِ رَشاَش بَوْله. يُقَالُ رَادَ وارْتَادَ واسْتَرَادَ.

  (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ مَعْقل بْنِ يَسار وأخْتِه⁣(⁣١) «فَاسْتَرَادَ لأمْر اللَّهِ» أَيْ رْجَعَ ولانَ وانْقادَ.

  وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «حَيْثُ يُرَاوِدُ عَمَّهُ أَبَا طَالِبٍ عَلَى الإسْلاَم» أَيْ يراجعُه ويرادِدُه.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ الْإِسْرَاءِ «قَالَ لَهُ مُوسَى #: قدْ وَاللَّهِ رَاوَدْتُ بَنِى إِسْرَائِيلَ عَلَى أدْنَى مِنْ ذَلِكَ فتركُوه».

  وَفِي حَدِيثِ أنْجَشَه «رُوَيْدَك رِفْقاً بالقَوارِير» أَيْ أمْهِل وتأَنَّ، وَهُوَ تَصغِير رُودٍ. يُقَالُ أَرُودُ بِهِ إِرْوَاداً: أَيْ رَفَقَ. وَيُقَالُ رُوَيْدَ زَيْدٍ، ورُوَيْدَكَ زَيْدًا، وَهِيَ فِيهِ مصْدرٌ مُضَافٌ. وَقَدْ تَكُونُ صِفَةً نَحْوَ: سارُوا سَيْرًا رُوَيْداً، وَحَالًا نَحْوَ: سارُوا رُوَيْداً، وَهِيَ مِنْ أسْمَاءِ الأفْعال المُتعدِّية.

  (س) وَفِي حَدِيثِ قُس:

  ومَرَاداً لمَحشر الخلْق طُرّاً أَيْ موضِعاً يُحْشر فِيهِ الخَلْق، وَهُوَ مَفْعَل مِنْ رَادَ يَرُودُ، وَإِنْ ضُمَّت الْمِيمُ فَهُوَ اليومُ الَّذِي يُرَادُ أَنْ تُحْشر فِيهِ الْخَلْقُ.

(رُوذِسُ)

  رُوذِس لَهَا ذكْر فِي الْحَدِيثِ، وَهِيَ اسمُ جَزِيرة بأرْض الرُّومِ. وَقَدِ اخْتُلف فِي ضْبطها، فَقِيلَ هِيَ بِضَمِّ الرَّاءِ وكَسْر الذَّالِ المُعْجمة. وَقِيلَ هِيَ بفَتْحها. وَقِيلَ بِشِينٍ مُعْجَمَةٍ.

(رَوَزَ)

  (س) فِي حَدِيثِ مُجاهد فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ}⁣[التوبة: ٥٨].

  قَالَ: «يَرُوزُكَ ويسألُك». الرَّوْزُ: الامْتِحان وَالتَّقْدِيرُ. يُقَالُ رُزْتُ مَا عِنْدَ فُلان إِذَا اخْتَبَرته وامْتَحَنْته، الْمَعْنَى يَمْتَحِنُك ويذُوق أمْرك هَلْ تخافُ لائمتُه إِذَا منعتَه مِنْهُ أَمْ لَا.

  (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْبُرَاقِ «فاسْتَصْعب فَرَازَهُ جبريلُ # بأُذنه» أَيِ اخْتَبره.

  (هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَانَ رَازُ سَفِينَةِ نُوحٍ # جبريلَ» الرَّازُ: رَأس البَنَّائِين، أرادَ أنَّه كَانَ رَأْسُ مُدَبِّرِي السَّفِينة، وَهُوَ مِنْ رَازَ يَرُوزُ.

(رَوَضَ)

  فِي حَدِيثِ طَلْحَةَ «فَتَرَاوَضْنَا حَتَّى اصُطَرَفَ مِنِّي» أَيْ تَجاَذَبْنا في البيع


(١) جاء بهامش الأصل: في بعض النسخ: وأخيه.