النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(قرطم)

صفحة 42 - الجزء 4

  (س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي ذَر «ستَفْتَحون أرْضاً يُذْكَر فِيهَا القِيراطُ، فاسْتَوصُوا بِأَهْلِهَا خَيْرًا، فإنَّ لَهُمْ ذمَّةً ورَحِماً» القِيراط: جُزء مِنْ أَجْزَاءِ الدِينار، وَهُوَ نِصْفُ عُشْره فِي أَكْثَرِ الْبِلَادِ.

  وأهلُ الشَّامِ يَجْعَلُونه جُزءًا مِنْ أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ. وَالْيَاءُ فِيهِ بَدَل مِنَ الرَّاءِ، فإنَّ أصلَه: قِرّاط. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.

  وَأَرَادَ بِالْأَرْضِ المُسْتَفْتَحة مِصْرَ، وخَصَّها بِالذِّكْرِ وَإِنْ كَانَ القِيراطُ مَذْكوراً فِي غَيْرِهَا؛ لِأَنَّهُ كَانَ يغْلب عَلَى أهلِها أَنْ يَقُولُوا: أعْطَيْت فُلاناً قَرَارِيط، إِذَا أسْمَعَه مَا يكْرَهُه. واذْهَب لَا أُعْطِيكَ⁣(⁣١) قَرَارِيطَك: أَيْ سَبَّك وإسْماعَك المكروهَ، وَلَا يُوجَد ذَلِكَ فِي كَلَامِ غيرِهم.

  وَمَعْنَى قَوْلِهِ «فإنَّ لَهُمْ ذِمَّة ورَحِماً»: أَيْ أَنَّ هاجَر أمَّ إِسْمَاعِيلَ # كَانَتْ قِبْطِيَّةً مِنْ أَهْلِ مِصْرَ.

  وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْر «القِيراط» فِي الْحَدِيثِ مُفْرَداً وجَمْعاً.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ فِي تَشْيِيعِ الْجِنَازَةِ.

(قَرْطَفَ)

  (س) فِي حَدِيثِ النَّخَعَيّ في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ١}⁣[المدثر] إِنَّهُ كَانَ مُتَدَثّراً فِي قَرْطَف» هُوَ الْقَطِيفَةُ الَّتِي لَهَا خَمْلٌ.

(قَرْطَقَ)

  (س) فِي حَدِيثِ مَنْصُورٍ «جَاءَ الغُلام وَعَلَيْهِ قُرْطَقٌ أبْيَضُ» أَيْ قَبَاء، وَهُوَ تَعْريب: كُرْتهَ، وَقَدْ تُضَم طَاؤُهُ. وإبْدال الْقَافِ مِنَ الْهَاءِ فِي الْأَسْمَاءِ المُعَرَّبة كَثِيرٌ، كالبَرَق⁣(⁣٢)، والباشَق، والمُسْتُق.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ الْخَوَارِجِ «كَأَنِّي أنْظُر إِلَيْهِ حَبَشِيٌّ عَلَيْهِ قُرَيْطِقٌ» هُوَ تَصْغِيرُ قُرْطَق.

(قَرْطَمَ)

  - فِيهِ «فَتلْتَقِط المُنافقين لَقْطَ الْحَمَامَةِ القُرْطم» هُوَ بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ:

  حَبُّ العُصْفُر.

(قَرْطَنَ)

  (س) فِيهِ «أَنَّهُ دَخَل عَلَى سَلْمان فإذا إكافٌ وقِرْطانٌ» القِرطان: كالبَرْذَعة


(١) في الأصل: «لأعطيك» وأثبت ما فى اواللسان.

(٢) في الأصل، واللسان: «البَرْق» بسكون الراء. وهو خطأ، صوابه الفتح. انظر المعرَّب ص ٤٥، ٢٦٥ حاشية ٢.