النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(فكل)

صفحة 466 - الجزء 3

  النَّسَمة أَنْ يَنْفَرِد بعِتْقِها، وفَكّ الرَّقبة أَنْ يُعِين فِي عِتْقها. وَأَصْلُ الفَكِّ: الْفَصْلُ بَيْنَ الشَّيئين وَتَخْلِيصُ بعضِهما مِنْ بَعْضٍ.

  وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «عُودُوا المريضَ وفُكُّوا العانيَ» أَيْ أطْلِقوا الْأَسِيرَ. وَيَجُوزُ أَنْ يُريدَ بِهِ العِتْق.

  وَفِيهِ «أَنَّهُ ركِب فَرساً فصَرعَه عَلَى جِذْم نخْلة فانْفَكَّتْ قدمُه» الانْفِكَاك: ضَرْب مِنَ الوَهْنِ والخَلْع، وَهِيَ أَنْ تَنْفَكّ بَعْضُ أَجْزَائِهَا عَنْ بَعْضٍ.

(فَكَلَ)

  فِيهِ «أوحَى اللَّهُ إِلَى الْبَحْرِ أَنَّ مُوسَى يَضْرِبُك فأطِعْه، فَبَاتَ وَلَهُ أَفْكَل» أَيْ رِعدة، وَهِيَ تَكُونُ مِنَ البَرْد أَوِ الخَوف، وَلَا يُبْنَى مِنْهُ فِعْل. وَهَمْزَتُهُ زَائِدَةٌ.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «فأخذَني أَفْكَل وارْتَعدْتُ مِنْ شِدَّةِ الغَيْرة».

(فَكَنَ)

  (هـ) فِيهِ «حَتَّى إِذَا غاضَ مَاؤُهَا بَقِيَ قَومٌ يَتَفَكَّنُون» أَيْ يَتَنَدَّمُون.

  والفُكْنَة: النَّدامة عَلَى الفائِت.

(فَكِهَ)

  فِي حَدِيثِ أَنَسٍ «كَانَ النبيُّ مِن أَفْكَهِ النَّاسِ مَعَ صَبيٍّ» الفَاكِه: المازِح، وَالِاسْمُ: الفُكَاهَة. وقد فَكِهَ يَفْكَهُ فَهُوَ فَكِهٌ وفَاكِهٌ.

  وَقِيلَ: الفَاكِهُ ذُو الفُكَاهَة، كالتامِر واللاَّبِن.

  (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ «أَنَّهُ كَانَ مِنْ أَفْكَهِ النَّاس إِذَا خَلا مَعَ أهلِه».

  [هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَرْبَعٌ لَيْسَ غِيبَتُهُنَّ بِغِيبَةٍ، مِنْهُمُ المُتَفَكِّهُون بِالْأُمَّهَاتِ» هُم الَّذِينَ يَشْتُمونهنّ مُمَازِحِين.

بَابُ الْفَاءِ مَعَ اللَّامِ

(فَلَتَ)

  (هـ) فِيهِ «إِنَّ اللَّهَ يُمْلِي لِلظَّالِمِ فَإِذَا أخَذه لَمْ يُفْلِتْهُ» أَيْ لَمْ يَنْفَلِتْ مِنْهُ.

  وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى: لَمْ يُفْلِتْه مِنْهُ أحدٌ: أَيْ لَمْ يُخَلصِّه.

  وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّ رجُلا شَرِب خَمْراً فسَكِر، فانْطُلِق بِهِ إِلَى النَّبِيِّ ، فَلَمَّا حاذَى دَارَ الْعَبَّاسِ انْفَلَتَ، فدخَل عَلَيْهِ، فَذُكِر لَهُ ذَلِكَ، فضَحِك وَقَالَ: أفعَلَها؟

  وَلَمْ يأمُر فِيهِ بِشَيْءٍ».