النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(غبر)

صفحة 338 - الجزء 3

  (س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «سُئل عَنْ جُنُب اغْتَرف بِكُوزٍ مِنْ حُبٍّ⁣(⁣١) فَأَصَابَتْ يَدُه الماءَ فَقَالَ: غَابِرُهُ نَجِس» أَيْ باقِيه.

  وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَلَمْ يَبْق إلَّا غُبَّرَاتٌ مِنْ أَهْلِ الكِتاب» وَفِي رِوَايَةٍ «غُبَّر أَهْلِ الكِتاب» الغُبَّر: جَمْعُ غَابِر، والغُبَّرَات: جَمْعُ غُبَّر.

  (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ «وَلَا حَمَلْتني البَغايَا فِي غُبَّرَات المَآلِي» أَرَادَ أَنَّهُ لَمْ تَتولَّ الإمَاءُ تربِيَته، والمَآلِي: خِرق الحْيض: أَيْ فِي بَقَاياها.

  (هـ) وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ «بِفنائه أَعْنُزٌ دَرُّهُنَّ غُبْر» أَيْ قَلِيلٌ⁣(⁣٢). وغُبْر اللَّبَن⁣(⁣٣):

  بَقِيَّتُه وَمَا غَبَرَ مِنْهُ.

  (هـ) وَفِي حَدِيثِ أُوَيْس «أَكُونُ فِي غُبَّر الناسِ أحَبُّ إليَّ» أَيْ أَكُونُ مِنَ المُتأخِّرين لَا المُتقدِّمين الْمشهورين، وَهُوَ مِنَ الغَابِر: الْبَاقِي.

  وَجَاءَ فِي رِوَايَةٍ «فِي غَبْرَاء النَّاسِ» بالمدِّ: أَيْ فُقَرَائِهِمْ. وَمِنْهُ قِيلَ للمَحاويج: بَنُو غَبْرَاء، كَأَنَّهُمْ نُسِبوا إِلَى الْأَرْضِ والتُّراب.

  (هـ) وَفِيهِ «إيَّاكُم والغُبَيْرَاء فَإِنَّهَا خَمْرُ العالَم»⁣(⁣٤) الغُبَيْرَاء: ضَرْب مِنَ الشَّراب يتَّخِذه الحَبش مِنَ الذُّرَة [وَهِيَ تُسكِرُ]⁣(⁣٥) وتُسَمَّى السُّكُرْكَةَ.

  وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هِيَ خَمْر تُعْمل⁣(⁣٦) مِنَ الغُبَيْرَاء: هَذَا التّمر المعروف: أي [هي]⁣(⁣٧) مثل


(١) الحبّ: الْجَرَّة، أو الضخمة منها. (القاموس)

(٢) في الهروي «بفنائه أعْنُزٌ غُبْرٌ» أي قليلة.

(٣) عبارة الهروي: «وغُبَّرُ الليل: بقيته، وهو ما غبر منه». وقد نقل صاحب اللسان عبارة ابن الأثير، ثم قال: «وغُبْر الليل: آخره. وغُبْر الليل: بقاياه، واحدها: غُبْر».

(٤) في الهروي: «فإنها خمر الأعاجم».

(٥) من الهروي.

(٦) في الأصل: «هو خمر يعمل» وأثبتناه على التأنيث من ا، واللسان، والهروى.

(٧) من ا، واللسان.