النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(فرضخ)

صفحة 433 - الجزء 3

  (هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «لَكُمُ الفَارِض والفَرِيض» الفَرِيض والفَارِض: المُسِنّ مِنَ الْإِبِلِ.

  (س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «العِلم ثَلَاثَةٌ، مِنْهَا فَرِيضَة عادِلة» يُريد الْعَدل فِي القِسْمة بِحَيث تَكُونُ عَلَى السِّهام والأنْصِباء الْمَذْكُورَةِ فِي الكِتاب والسُّنَّة.

  وَقِيلَ: أَرَادَ أَنَّهَا تَكُونُ مُسْتَنْبَطَةً مِنَ الْكِتَابِ والسُّنَّة، وَإِنْ لَمْ يَرِد بِهَا نَصٌّ فِيهِمَا، فَتَكُونُ مُعَادِلةً للنَّصِّ.

  وَقِيلَ: الفَرِيضَة العادِلة: مَا اتَّفَق عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ.

  وَفِي حَدِيثِ عَدِيّ «أتَيْتُ عُمر بْنَ الْخَطَّابِ فِي أُناسٍ مِنْ قَوْمِي، فَجَعل يَفْرِضُ للرجُل مِنْ طَيٍّ فِي أَلْفَيْن ويُعرض عَني» أَيْ يَقْطع ويُوِجِب لِكُلِّ رجُل مِنْهُمْ فِي العَطاء ألفَيْن مِنَ الْمَالِ.

  وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «اتَّخَذ عامَ الجَدْب قِدْحاً فِيهِ فَرْض» الفَرْض: الحزُّ فِي الشَّيْءِ والقَطْع.

  والقِدْح: السَّهم قَبْلَ أَنْ يُعْمَل فِيهِ الرِّيش والنَّصْل.

  (س) وَفِي صِفَةِ مَرْيَمَ & «لَمْ يَفْتَرِضْها وَلَدٌ» أَيْ لَمْ يُؤثِّر فِيهَا وَلَمْ يَحُزِّها، يَعْنِي قَبْل المَسِيح #.

  وَفِي حَدِيثِ ابن عمر «أن النبي اسْتَقْبَل فُرْضَتَيِ الجَبَل» فُرْضَة الجَبَل:

  مَا انْحَدر مِنْ وسَطه وَجَانِبِهِ. وفُرْضَة النَّهر: مَشْرَعَته.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ مُوسَى # «حَتَّى أرْفَأ بِهِ عِند فُرْضَة النَّهر». وجَمْع الفُرْضَة: فُرَض.

  [هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ الزُّبير «وَاجْعَلُوا السُّيوفَ لِلْمَنَايَا فُرَضاً» أَيِ اجْعَلُوا السُّيوف مَشَارِعَ لِلْمَنَايَا، وتَعَرّضوا للشَّهادة.

(فَرْضَخَ)

  (هـ) فِي حَدِيثِ الدَّجّال «أَنَّ أمَّه كَانَتْ فِرْضَاخِيَّة» أَيْ ضَخْمَة عَظِيمة الثَّدْيَين. يُقَالُ: رجُلٌ فِرْضَاخ وامْرأة فِرْضَاخَة، والياء⁣(⁣١) للمبالغة.


(١) فى الأصل: «والتاء» والتصحيح من اواللسان.