النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(قبع)

صفحة 7 - الجزء 4

  وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ كَسا امْرَأَةً قُبْطِيَّةً فَقَالَ: مُرْها فلْتَتَّخِذ تحتَها غِلاَلة لَا تَصِفُ حَجْم عِظامِها» وجَمْعُها القَباطِيّ.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «لَا تُلْبِسوا نِسَاءَكُمُ القَباطِيَّ، فَإِنَّهُ إنْ لَا يَشِفُّ فإِنه يَصِفُ».

  وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «أَنَّهُ كَانَ يُجَلِّلُ بُدْنَه القَبَاطِيَّ والأنْماط».

(قَبَعَ)

  (هـ) فِيهِ «كَانَتْ قَبيعة سَيْف رَسُولِ اللَّه مِنْ فِضَّة» هِيَ الَّتِي تَكُونُ عَلَى رَأْسِ قَائِمِ السَّيف. وَقِيلَ: هِيَ مَا تَحْتَ شاربَيِ السَّيف.

  (هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ «قَاتَلَ⁣(⁣١) اللَّهُ فُلَانًا؛ ضَبَحَ ضَبْحَةَ الثَّعْلَب، وقَبَعَ قَبْعةَ القُنْفُذ» قَبَع: إِذَا أدْخَل رأسَه واسْتَخْفى، كَمَا يَفْعل القُنْفُذ.

  وَفِي حَدِيثِ قُتَيبة «لمَّا وَلِي خُراسان قَالَ لَهُمْ: إنْ وَلِيَكم والٍ رَؤوفٌ بِكُمْ قُلْتم: قُبَاع بْنُ ضَبَّة» هُوَ رجُل كَانَ فِي الجاهِلية أحْمَق أَهْلِ زَمِانه، فضُرِب بِهِ المَثَل.

  [هـ] وَأَمَّا قولُهم للحارِث بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: «القُبَاع»؛ فلأنَّه وَلِيَ البَصْرة فَغَّير مَكايِيلَهم، فنَظر إِلَى مِكيَال صَغِيرٍ فِي مَرْآة العَيْن أَحَاطَ بدَقيق كَثِيرٍ، فَقَالَ: إِنَّ مِكْيالَكم هَذَا لَقُباع، فلُقِّب بِهِ واشْتَهَر.

  يُقَالُ: قَبَعْتُ الجُوالَق إِذَا ثَنَيْتَ أطرافَه إِلَى دَاخِلٍ أَوْ خَارِجٍ، يُريد: إِنَّهُ لَذُو قَعْر.

  (س) وَفِي حَدِيثِ الْأَذَانِ «فذَكَرُوا لَهُ القُبْع» هَذِهِ اللَّفْظَةُ قَدِ اخْتُلف فِي ضبْطها، فرُوِيت بِالْبَاءِ وَالتَّاءِ [وَالثَّاءِ»

  ] وَالنُّونِ، وسَيَجيء بيانُها مُسْتَقْصىً فِي حَرْفِ النُّونِ، لِأَنَّ أَكْثَرَ مَا تُرْوَى بِهَا.

(قَبَعْثَرَ)

  (هـ) فِي حَدِيثِ المَفْقُود «فَجَاءَنِي طَائِرٌ كَأَنَّهُ جَملٌ قَبَعْثَرَى، فَحملَني عَلَى خافِيةٍ مِنْ خَوافِيه» القَبَعْثَرَى: الضَّخم الْعَظِيمُ.

(قَبْقَبَ)

  (س) فِيهِ «مَن وُقِيَ شَرَّ قَبْقَبِه، وذَبْذَبِه، ولَقْلَقِه، دَخَل الْجَنَّةَ» القَبْقَبُ: البَطْنُ، مِنَ القَبْقَبة: وَهُوَ صَوْت يُسْمَع مِنَ الْبَطْنِ، فَكَأَنَّهَا حِكَايَةُ ذَلِكَ الصَّوت.

  ويُرْوَى عن عمر.


(١) في الأصل: «قَتَل» والتصحيح من: ا، واللسان، والهروي، ومما سبق في (ضبح).

(٢) تكملة من اللسان، ومما يأتي في (قنع).