النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(بلط)

صفحة 152 - الجزء 1

  أَيْ أُسْكِتُوا، والمُبْلِس: السَّاكِتُ مِنَ الحُزن أَوِ الخَوْف. والإِبْلَاس: الحَيْرة.

  وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَلَمْ تَرَ الْجِنَّ وإِبْلَاسَهَا» أَيْ تَحيُّرها ودَهَشها.

  (هـ) وَفِيهِ «مَنْ أحبَّ أَنْ يَرقَّ قَلْبُهُ فلْيُدِمْ أَكْلَ البَلَس» هُوَ بِفَتْحِ الْبَاءِ وَاللَّامِ: التَّين وَقِيلَ هُوَ شَيْءٌ بِالْيَمَنِ يُشْبه التِّين. وَقِيلَ هُوَ العَدَس، وَهُوَ عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ مَضْمُومُ الْبَاءِ وَاللَّامِ.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ جُرَيْجٍ «قَالَ سَأَلْتُ عَطَاءً عَنْ صَدَقة الحَبّ، فَقَالَ: فِيهِ كُلُّهُ الصدَّقَة، فَذِكْرُ الذُّرَةِ والدُّخْن والبُلُس والجُلْجُلاَن» وَقَدْ يُقَالُ فِيهِ البُلْسُن، بِزِيَادَةِ النُّونِ.

  (س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «بَعَثَ اللَّهُ الطَّيْرَ عَلَى أَصْحَابِ الْفِيلِ كالبَلَسَان» قَالَ عبَّاد بْنُ مُوسَى: أظُنُّها الزَّرَازِير، والبَلَسَان شَجَرٌ كَثِيرُ الوَرق يَنْبُت بِمِصْرَ، وَلَهُ دُهْن مَعْرُوفٌ. هَكَذَا ذَكَرَهُ أَبُو مُوسَى فِي غَرِيبِهِ.

(بَلَطَ)

  - فِي حَدِيثِ جَابِرٍ «عَقَلْتُ الْجَمَلَ فِي نَاحِيَةِ البَلَاط» البَلَاط ضَرْب مِنَ الحِجارة تُفْرَش بِهِ الْأَرْضُ، ثُمَّ سُمِّيَ الْمَكَانُ بَلَاطا اتِّساعا، وَهُوَ مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ بِالْمَدِينَةِ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.

(بَلْعَمَ)

  - فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «لَا يَذْهَبُ أمرُ هَذِهِ الأمَّة إلاَّ عَلى رَجُل واسِع السُّرْم ضَخْم البُلْعُوم» البُلْعُوم بِالضَّمِّ، والبُلْعُم: مَجْرَى الطَّعَامِ فِي الْحَلْقِ، وَهُوَ المَرِيء، يُرِيدُ عَلَى رجُل شديدٍ عَسُوف، أَوْ مُسْرف فِي الأمْوال والدِّماء، فوصَفه بسَعَة المَدْخَل والمخْرج.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ «حفِظْت مِنْ رَسُول اللَّهِ مَا لَوْ بَثَثْتُه فِيكُمْ لَقُطِعَ هَذَا البُلْعُوم».

(بَلَغَ)

  - فِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ «وَاجْعَلْ مَا أنْزَلْتَ لَنَا قُوّة وبَلَاغاً إِلَى حِينٍ» البَلَاغ مَا يَتَبَلَّغُ ويُتَوَصَّل بِهِ إِلَى الشَّيْءِ الْمَطْلُوبِ.

  (هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كُلُّ رَافِعَة رَفَعَت عَنا مِنَ البَلَاغِ فَلْتُبَلِّغْ عنَّا» يُروى بِفَتْحِ الْبَاءِ وَكَسْرِهَا، فَالْفَتْحُ لَهُ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا أَنَّهُ مَا بَلَّغَ مِنَ الْقُرْآنِ والسُّنن، وَالْآخَرُ مِنْ ذَوِي الْبَلَاغِ، أَيِ الذين بَلَّغُونَا