النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(قشع)

صفحة 65 - الجزء 4

  وَمِنْهُ حديثْ ابْنِ مَسْعُودٍ، لَيْلَةَ الجِنّ «لَا أَرَى عَوْرةً وَلَا قِشْرا» أَيْ لَا أَرَى مِنْهُمْ عَورةً مُنْكَشفة، وَلَا أَرَى عَلَيْهِمْ ثِيَابًا.

  (هـ) وفي حديث معاذ بن عَفْراء «أَنَّ عُمر أرْسَل إِلَيْهِ بحُلَّة فباعَها واشتَرى بِهَا خَمْسَةَ أرْؤُس مِنَ الرَّقيق فأعْتَقهم، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا آثَر قِشْرَتين يَلْبُسهما عَلَى عِتْق هَؤُلَاءِ⁣(⁣١) لَغَبِينُ الرَّأي» أَرَادَ بالقِشْرَتين: الحُلَّة، لِأَنَّ الْحُلَّةَ ثَوبانِ إزارٌ ورِداء.

  (س) وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَير «قُرْصٌ بِلَبَنٍ قِشْرِيٍّ» هُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى القِشْرة، وَهِيَ الَّتِي تَكُونُ فِي رَأْسِ اللَّبَن. وَقِيلَ: إِلَى القِشْرة. والقَاشِرة: وَهِيَ مَطَرة شَدِيدَةٌ تَقْشر وجْه الْأَرْضِ يُريد لَبَناً أدَرَّه المَرْعَى الَّذِي يُنْبِته مِثْل هَذِهِ المَطَرة.

  (س) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «إِذَا أَنَا حَرَّكْتُه ثارَ لَهُ قُشارٌ» أَيْ قِشْر. والقُشار: مَا يُقْشر عَنِ الشَّيْءِ الرَّقيق.

(قَشَشَ)

  (س) فِي حَدِيثِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ «كُونُوا قِشَشاً» هِيَ جَمْع قِشَّة، وَهِيَ القِرْدُ وَقِيلَ: جِرْوُه. وَقِيلَ: دُوَيْبَّة تُشْبه الجُعَل.

(قَشَعَ)

  (هـ) فِيهِ «لَا أعْرِفَنّ أحدَكُم يَحْمِل قَشْعاً مِنْ أَدَمٍ فيُنادِي: يَا مُحَمَّدُ» أَيْ جِلداً يابِساً. وَقِيلَ: نَطِعْاً. وَقِيلَ: أَرَادَ القِرْبة البالِيَة، وَهُوَ إِشَارَةٌ إِلَى الْخِيَانَةِ فِي الغَنيمة أَوْ غَيْرِهَا مِنَ الْأَعْمَالِ.

  (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ سَلَمة «غَزَوْنا مَعَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَلَى عهْد رَسُولِ اللَّهِ فنَفَّلَني جَارِيَةً عَلَيْهَا قَشْعٌ لَهَا» قِيلَ: أَرَادَ بالقَشْع الفَرْو الخَلَق.

  وَأَخْرَجَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ عَنْ سَلَمة.

  وَأَخْرَجَهُ الْهَرَوِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: «نَفَّلِني رسولُ اللَّهِ جَارِيَةً عَلَيْهَا قَشْعٌ لَهَا» ولعَلَّهما حَدِيثَانِ.

  (هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «لَوْ حَدّثْتكم بكلِّ مَا أعْلَم لرمَيْتَموني⁣(⁣٢) بالقِشَع» هي جَمْع


(١) رواية اللسان «... على عتق خمسة أعْبُد»

(٢) في الأصل: «رميتموني» وأثبتُّ ما في: ا، واللسان، والهروى.