النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

باب القاف مع الطاء

صفحة 83 - الجزء 4

  (هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ ¥ «لَيْسَ فِيكُمْ مَنْ تَقَطَّعُ دُونَهُ⁣(⁣١) الأعْناق مِثْل⁣(⁣٢) أَبِي بَكْرٍ» أَيْ لَيْسَ فِيكُمْ [أحَدٌ]⁣(⁣٣) سابقٌ إِلَى الْخَيْرَاتِ، تَقَطَّع أعْناق مُسابقيه حَتَّى لَا يَلْحَقَه أحدٌ مِثْل أَبِي بَكْرٍ ¥. يُقَالُ للفَرس الجَواد: تَقَطَّعَت أَعْنَاقُ الْخَيْلِ عَلَيْهِ فَلَمْ تَلْحقه.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ⁣(⁣٤) ¥ «فَإِذَا هِيَ يُقَطَّع⁣(⁣٥) دونَها السَّراب» أَيْ تُسْرع إسْراعاً⁣(⁣٦) كَثِيرًا تَقَدّمَت بِهِ وفاتَت، حَتَّى إِنَّ السَّراب يَظْهر دونَها: أَيْ مِن وَرائها لبُعدِها فِي البَرِّ.

  (هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ® «أَنَّهُ أَصَابَهُ قُطْع» القُطْع: انْقطاع النَّفَس وضِيقُه.

  (هـ) وَفِيهِ «كَانَتْ يَهُودُ قَوْمًا لَهُمْ ثِمارٌ لَا تُصِيبها قُطْعَةٌ» أَيْ عَطَشٌ بِانْقِطَاعِ الْمَاءِ عَنْهَا.

  يُقَالُ: أَصَابَتِ الناسَ قُطْعَةٌ: أَيْ ذَهَبت مِياه رَكاياهم.

  وَفِيهِ «إِنَّ بَيْن يَدَي السَّاعَةِ فِتَناً كقِطْع اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ» قِطْعُ اللَّيْلِ: طَائِفَةٌ مِنْهُ، وقِطْعة.

  وجَمْع القِطْعة: قِطَع. أَرَادَ فِتْنة مُظلِمة سَوْدَاءَ تَعْظِيمًا لِشأنها.

  (هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ والجِنّي «فَجَاءَ وَهُوَ عَلَى القِطْع فَنَفَضه⁣(⁣٧)» القِطْع بِالْكَسْرِ:

  طِنْفِسة تَكُونُ تَحْتَ الرّحْل عَلَى كَتِفَي الْبَعِيرِ.

  (هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ لَمَّا أنشده العباس ابن مِرْداس أَبْيَاتَهُ العَيْنِيَّة: اقْطَعُوا عَنِّي لِسَانَهُ» أَيْ أعْطُوه وأرْضُوه حَتَّى يَسْكُت، فكَنَي بِاللِّسَانِ عَنِ الْكَلَامِ.

  وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَتَاهُ رجلٌ فَقَالَ: إِنِّي شَاعِرٌ فَقَالَ: يَا بِلَالُ اقْطَع لِسَانَهُ، فَأَعْطَاهُ أربعين درْهماً».


(١) في اللسان، والتاج والفائق ٢/ ٣٥٩: «عليه».

(٢) يجوز رفع «مثل». ونصبه. انظر الفائق.

(٣) تكملة من اللسان نقلاً عن ابن الأثير، ومن الفائق.

(٤) هكذا في الأصل واللسان. والذي في اوتاج العروس: «أبي رَزِين».

(٥) في ا «تَقَطَّعُ».

(٦) في ا «أي تسرّع دونها إسراعا».

(٧) رواية الهروى: «ينفضه».