النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(لجن)

صفحة 235 - الجزء 4

  وَمِنْهُ حَدِيثُ الْمُسْتَحَاضَةِ «اسْتَثْفِرِي وتَلَجَّمِي» أَيِ اجْعلي موضعَ خُرُوجِ الدَّم عِصابةً تَمنع الدَّم، تَشْبِيهًا بوضْع اللِّجام فِي فَمِ الدَّابَّةِ.

(لَجَنَ)

  - فِي حَدِيثِ العرْباض «بِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ بَكْراً، فأتَيْتُه أتَقَاضاه ثَمَنه، فَقَالَ: لَا أَقْضِيكَهَا إِلَّا لُجَيْنِيَّة» الضَّمِيرُ فِي «أَقْضِيكَهَا» راجِع إِلَى الدَّراهِم، واللُّجَيْنِيَّة: مَنْسُوبَةٌ إِلَى اللُّجَيْن، وَهُوَ⁣(⁣١) الفِضة.

  (هـ) وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ «إِذَا أخْلَف كَانَ لَجِيناً» اللَّجِين بفْتح اللَّامِ وَكَسْرِ الْجِيمِ: الخَبَط، وَذَلِكَ أَنَّ وَرَق الأراكِ والسَّلَم يُخْبَط حَتَّى يَسْقُط ويَجِفّ⁣(⁣٢)، ثُمَّ يُدَقّ حَتَّى يَتَلَجَّن، أَيْ يَتَلَزَّج ويَصير كالخِطْمِيّ، وَكُلُّ شَيْءٍ تَلَزَّج فَقَدْ تَلَجَّنَ، وَهُوَ فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ.

بَابُ اللَّامِ مَعَ الْحَاءِ

(لَحَبَ)

  (هـ) فِي حَدِيثِ ابْنِ زِمْل الجُهَنِيّ «رَأَيْتُ الناسَ عَلَى طَريقٍ رَحْبٍ لاحِب» اللاحِب: الطَّرِيقُ الْوَاسِعُ المُنْقاد الَّذِي لَا يَنْقَطِع.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ سَلَمة «قَالَتْ لِعُثْمَانَ: لَا تُعَفِّ سَبيلاً كَانَ رَسُولُ اللَّهِ لَحَبَها» أَيْ أوضَحَها ونَهجَهَا. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.

(لَحَتَ)

  (هـ) فِيهِ «إنَّ هَذَا الأمْرَ لَا يَزال فِيكُمْ وَأَنْتُمْ وُلاَتُه، مَا لَمْ تُحْدِثِوا أعْمالاً، فَإِذَا فَعَلْتم ذَلِكَ بَعَث اللَّهُ عَلَيْكُمْ شَرَّ خَلْقه فَلَحَتُوكم⁣(⁣٣) كَمَا يُلْحَتُ القَضيب» اللَّحْت: القْشَر. ولَحَتَ العَصا، إِذَا قَشَرها. ولَحَتَه، إِذَا أخَذ مَا عِنْدَهُ، وَلَمْ يَدَعْ لَهُ شَيْئًا.


(١) في الأصل: «وهي» وما أثبتُّ من ا، واللسان.

(٢) هكذا وردت هذه الكلمة في الأصل، وا، والهروي، واللسان. وقد جاء بهامش اللسان: «قوله: «حتى يسقط ويجف ثم يدق» كذا بالأصل والنهاية، وكتب بهامشها: هذا لا يصح؛ فإنه لا يتلزج إلا إذا كان رطباً إهـ أى فالصواب حذف يجف».

(٣) يروى: «فالتحوكم» وسيجئ.