النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(محنب)

صفحة 304 - الجزء 4

  لَا يَغْلِبَنَّ صَلِيبُهْم ... ومِحالُهم غَدْواً مِحالَكْ

  أَيْ كَيْدَك وقوتكَ.

  (هـ) وَفِي حَدِيثُ عَلِيٍّ «إنَّ مِن ورائِكم أُمُوراً مُتَمَاحِلَة» أَيْ فِتنَاً طَوِيلَةَ المُدّة. والمُتَمَاحِل مِنَ الرِّجَالِ: الطَّوِيلُ.

  (س) وَفِيهِ «أَمَا مَرَرْتَ بوادِي أَهْلِكَ مَحْلًا؟» أَيْ جَدْباً. والمَحْل فِي الْأَصْلِ: انقِطاع المَطَر. وأَمْحَلَتِ الأرضُ والقومُ. وأرضٌ مَحْلٌ، وزَمَنٌ مَحْلٌ ومَاحِلٌ.

  (س) وَفِيهِ «حَرَّمْت شجرَ الْمَدِينَةِ إلاَّ مَسَدَ مَحَالَة» المَحَالَة: البَكَرة الْعَظِيمَةُ الَّتِي يُسْتَقَي عَلَيْهَا. وَكَثِيرًا مَا يَسْتعمِلها السَّفارة عَلَى البِئار العَميقة.

  وَفِي حَدِيثِ قُسّ:

  أيْقَنْتُ أنِّي لَا مَحَا ... لةَ حَيْثُ صَارَ القومُ صائِرُ

  أَيْ لَا حِيلة، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الحَوْل: القوَّة والحَركة. وَهِيَ مَفْعَلة مِنْهُمَا.

  وَأَكْثَرُ مَا يُستعمل «لَا محالة» بمعنى اليقين والحقيقة، أو بمعنى لابدّ. وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ.

  (س) وَفِي حَدِيثِ الشَعْبيِّ «إِنْ حَوّلْناها عَنْكَ بِمحْوَل» المِحْوَل بِالْكَسْرِ:

  آلَةُ التَّحْوِيلِ.

  ويُرْوَى بِالْفَتْحِ، وَهُوَ مَوْضِعُ التَّحْوِيلِ. وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ.

(مَحَنَ)

  [هـ] فِيهِ «فَذَلِكَ الشهيدُ المُمْتَحَن» هُوَ⁣(⁣١) المُصَفَّى المُهَذَّب. مَحَنْتُ الفِضة، إِذَا صَفَّيْتَها، وخَلَّصْتَها بِالنَّارِ.

  (س) وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبيّ «المِحْنَة بِدْعة» هِيَ أَنْ يأخُذَ السُّلْطَانُ الرَّجُلَ فيَمْتَحِنَه، وَيَقُولُ:

  فَعَلْتَ كَذَا وَفَعَلْتَ كَذَا، فَلَا يَزال بِهِ حَتَّى يَسْقطَ وَيَقُولَ مَا لَمْ يَفْعَله، أَوْ مَا لَا يَجُوزُ قَوْلُهُ، يَعْنِي أَنَّ هَذَا الْفِعْلَ بِدْعة.

(مُحَنِّبٌ)

  - فِيهِ ذِكْرُ «مُحَنِّب» هُوَ بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِ الْحَاءِ وَتَشْدِيدِ النُّونِ الْمَكْسُورَةِ وَبَعْدَهَا بَاءٌ مُوَحَّدة: بِئْرٌ أَوْ أرضٌ بِالْمَدِينَةِ.


(١) هذا شرح شَمِر، كما في الهروي.