النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(مزع)

صفحة 325 - الجزء 4

  [هـ] وَحَدِيثُ أَبِي الْعَالِيَةِ «اشربِ النبِيذَ وَلَا تُمَزِّزْ»⁣(⁣١) هَكَذَا رُوِيَ مرَّةً بالزَّايَيْن، ومرَّةً بِزاي وراءٍ. وَقَدْ تَقَدَّمَ.

  (هـ) وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيّ «إِذَا كَانَ المالُ ذَا مِزٍّ ففرِّقْهُ فِي الْأَصْنَافِ الثَّمانية، وَإِذَا كَان قَلِيلًا فأعطِه صِنفاً واحِداً» أَيْ إِذَا كَانَ ذَا فضْلٍ وكَثرةٍ. وَقَدْ مَزَّ مَزَازَةً فَهُوَ مَزِيزٌ، إِذَا كَثُرَ.

(مَزَعَ)

  (هـ) فِيهِ «مَا تزالُ المسألةُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَلْقَى اللهَ وَمَا فِي وجههِ مُزْعَةُ لَحْمٍ» أَيْ قطْعَةٌ يَسيرةٌ مِنَ اللَّحْم.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ جَابِرٍ «فَقَالَ لَهُمْ: تَمَزَّعُوهُ، فأوفاهُم الَّذِي لهم» أي تَقَاسَمُوا به وفرِّقُوه بيْنَكُم.

  (هـ) وَفِي حَدِيثِ مُعَاذٍ «حَتَّى تَخَيَّلَ إليَّ أَنَّ أنْفَه يَتَمَزَّعُ مِنْ شِدَّة غَضَبِهِ» أَيْ يَتَقَطَّعُ ويَتَشَقَّقُ غضَباً.

  قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أحْسَبُهُ «يَتَرَمَّعُ» أَيْ يُرْعَدُ، يَعْنِي بِالرَّاءِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ.

(مَزَقَ)

  - فِي حَدِيثِ كِتَابِهِ إِلَى كِسْرَى «لمَّا مَزَّقَهُ دَعا عَلَيْهِمْ أَنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ» التَّمْزِيقُ: التَّخْرِيقُ والتَّقْطِيعُ. وَأَرَادَ بِتَمْزِيقِهِم تَفَرُّقَهُم وَزَوَالَ مُلْكِهِمْ وقَطْعَ دَابِرِهِم.

  (هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «أَنَّ طَائِرًا مَزَقَ عَلَيْهِ» أَيْ ذَرَقَ وَرَمَى بِسَلْحِه عَلَيْهِ.

(مَزْمَزَ)

  (س) فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «قَالَ فِي السَّكْرَانِ: مَزْمِزُوهُ وتَلْتِلَوهُ» هُوَ أَنْ يُحَرَّكَ تَحْرِيكاً عَنِيفاً. لعلَّه يُفيقُ مِنْ سُكْرِهِ ويَصْحَو.

(مَزَنَ)

  - قَدْ تَكَرَّرَ فِيهِ ذِكْرُ «المُزْنِ» وَهُوَ الغَيْمُ والسَّحَابُ، وَاحِدَتُهُ: مُزْنَةٌ. وَقِيلَ:

  هِيَ السَّحابَةُ البَيْضَاءُ.

(مِزْهَرٌ)

  - فِي حَدِيثِ أُمِّ زرع «إذ سَمِعْنَ صوتَ المِزْهَرِ أيْقَنَّ أنَّهُنَّ هَوَالِكُ» المِزْهَرُ:

  العُودُ الَّذِي يُضْرَبُ بِهِ فِي الغِناء. أَرَادَتْ أَنَّ زَوْجَهَا عَوّدَ إبِلَه إِذَا نَزَلَ بِهِ الضَّيفانُ أن يأتيَهُم بالمَلاَهي


(١) هكذا ضبط بالضم، في الأصل، واللسان. وفي ا، والهروي: «ولا تمزّز» بالفتح.