(نتن)
  إِلَّا كُنَّا نَأْتِي المجْلِسَ فَيَسْتَنْتِلُ ويَشُدّ ثَوبَه عَلَى صَدْره» أَيْ يَتَقَدّم.
(نَتَنَ)
  - فِيهِ «مَا بالُ دَعْوَى الجاهِليَّة؟ دَعُوها فإنَّها مُنْتِنَةٌ» أَيْ مَذْمومة فِي الشَّرع، مُجْتَنَبة مَكْرُوهَةٌ، كَمَا يُجْتَنَبُ الشيءُ النَّتِن. يُريد قولَهم: يَا لَفُلان.
  (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ بَدْرٍ «لَوْ كَانَ المُطْعِم بْنُ عَديّ حَيَّاً فكَلَّمَني فِي هَؤُلَاءِ النَّتْنَى لأطْلَقْتُهم لَهُ» يَعْني أُسَارَى بَدْرٍ، واحِدُهم: نَتِنٌ، كَزَمِنٍ وزَمْنَى، سَمَّاهُم نَتْنَى لِكُفْرِهم. كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ}[التوبة: ٢٨].
(بَابُ النُّونِ مَعَ الثَّاءِ)
(نَثَثَ)
  (هـ) فِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْع «لَا تَنُثُّ حديثَنا تَنْثِيثاً» النَّثُّ كالبَثِّ. يقال:
  نَثَّ الحديثَ يَنِثُّهُ يَنُثُّهُ(١)، إِذَا حدَّثَ بِهِ. تَقُولُ: لَا تُفْشي أسرارَنا، وَلَا تُطْلِع الناسَ عَلَى أحوالِنا.
  والتَّنْثِيثُ: مَصْدَرُ تُنَثِّثْ، فأجْراه عَلَى تَنُثُّ.
  ويروَى بِالْبَاءِ الموحَّدة(٢).
  (هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ يَسأله فَقَالَ: هَلكتُ، قَالَ: أهَلكتَ وَأَنْتَ تَنِثُّ نَثِيثَ الحميتِ؟» نَثَّ الزِّقُّ يَنِثُّ بِالْكَسْرِ، إِذَا رشَح بِمَا فِيهِ مِنَ السَّمن. أَرَادَ: أتَهْلِك وجَسَدُك كَأَنَّهُ يَقْطُر دَسَماً؟
  والنَّثِيثُ: أَنْ يَرْشَح ويَعْرَق مِنْ كَثْرَةِ لحمِه.
  ويَرْوَى «تَمُثُّ» بِالْمِيمِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ.
(نَثَدَ)
  (س) فِي حَدِيثِ عُمَرَ «إِذَا تَرَكْتَه نَثَدَ» قَالَ الْخَطَّابِيُّ: لَا أدرِي مَا هُوَ.
  وَأَرَاهُ «رَثَد» بِالرَّاءِ. أَيِ اجْتَمَعَ فِي قَعْرِ القَدَح.
  وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ «نَثَط» فأبْدَل الطَّاءَ دَالًا للمَخْرَج.
  وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «نَثَدَ: أَيْ سَكَن ورَكَد».
  وَيُرْوَى بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ. وقد تقدّم.
(١) بالضم، والكسر، كما في القاموس.
(٢) أي تَبُثّ. وسبق في بابه.