النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(وشب)

صفحة 187 - الجزء 5

  بِالْكَسْرِ، وَهُوَ بِالْفَتْحِ: الِاسْمُ، والْوَسْوَاسُ أَيْضًا: اسْمٌ لِلشَّيْطَانِ، ووَسْوَسَ، إِذَا تَكَلّم بكلامٍ لَمْ يُبَيِّنْه.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ عُثْمَانَ «لمَّا قُبِض رسولُ اللَّه وُسْوِسَ ناسٌ، وكُنْت فِيمَنْ وُسْوِس» يُريد أَنَّهُ اخْتَلَط كلامُه ودُهِشَ بِمَوْتِه.

بَابُ الْوَاوِ مَعَ الشين

(وَشَبَ)

  (هـ) فِي حَدِيثِ الحُدَيْبِيَة «قَالَ لَهُ عُرْوة بنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفي: وإنِّي لأَرَى أَوْشَاباً مِنَ النَّاسِ لَخَلِيقٌ أَنْ يَفِرُّوا ويَدَعُوك» الْأَشْوَابُ، والأوْبَاش، والْأَوْشَابُ: الْأَخْلَاطُ مِنَ النَّاسِ والرَّعاع⁣(⁣١).

(وَشَجَ)

  (هـ) فِي حَدِيثِ خُزَيمة «وأفْنَتْ أصُولَ الْوَشِيجِ» هُوَ مَا الْتَفَّ مِنَ الشَّجَر.

  أَرَادَ أنَّ السَّنَةَ أفْنَتْ أُصُولَهَا إِذْ لَمْ يَبْقَ فِي الْأَرْضِ ثَرىً.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «وتَمَكَّنت مِنْ سُوَيْداءِ قُلُوبهم وَشِيجَةُ خِيفَتِه⁣(⁣٢)» الْوَشِيجَةُ: عِرْق الشجَرة، ولِيفٌ يُفْتَل ثُمَّ يُشَدّ بِهِ مَا يُحْمَل. والْوَشِيجُ: جَمْع وَشِيجَة. ووَشَجَتِ العُرُوق والأغْصان، إِذَا اشْتَبَكَتْ.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «ووَشَّجَ بينَها وَبَيْنَ أزْواجِها» أَيْ خَلَط وألفَ. يُقال: وَشَّجَ اللَّهُ بَيْنَهُمْ تَوْشِيجاً.

(وَشِحَ)

  (س) فِيهِ «أَنَّهُ كَانَ يَتَوَشَّحُ بثَوْبه» أَيْ يَتَغَشَّى بِهِ. والأصْلُ فِيهِ مِنَ الْوِشَاحِ وَهُوَ شَيءٌ يُنْسَجُ عَريضا مِنْ أَدِيمٍ، ورُبَّما رُصِّع بالجَوْهَر والخَرَزِ، وَتَشُدُّه الْمَرْأَةُ بَيْنَ عاتِقَيْها وكَشْحَيْها. وَيُقَالُ فِيهِ: وِشَاحٌ وإِشَاحٌ.

  (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «كَانَ رَسُولُ اللَّه يَتَوَشَّحُنِي ويَنَالُ مِنْ رأسِي» أي يُعانِقُني ويُقَبِّلُني.


(١) في الأصل: «الرِّعاع» بالكسر. وهو خطأ شائع.

(٢) في الأصل، واللسان: «خَيْفِيَّة» وأثبتُّ ما في ا، والنسخة ٥١٧. وشرح نهج البلاغة ٦/ ٤٢٤.