النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(وكس)

صفحة 219 - الجزء 5

  (س) وَفِي شِعر حُميَد بْنِ ثَوْر:

  تَرَى العُلَيْفِيَّ علَيْها مُؤْكَدَا

  أَيْ مُوثَقا شَديدَ الأسْرِ. يُقال: أَوْكَدْتُ الشَّيء، ووَكَّدْتُهُ، وأَكَّدْتُهُ، إِيكَاداً وتَوْكِيداً وتَأْكِيداً، إِذَا شَدَدْتَه.

  ويُروَى «مُوفِدا». وَقَدْ تقدَّم.

  (هـ) وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ، وَذَكَرَ طالِبَ العِلْم «قدْ أَوْكَدَتَاهُ يَدَاهُ، وأعْمَدَتَاه رِجْلاه» أَوْكَدَتَاهُ: أَيْ أعْمَلَتاه⁣(⁣١). يُقال: وَكَدَ فُلانٌ أمْراً يَكِدُهُ وَكْداً، إِذَا قَصَدَه وَطَلَبه. تَقُول:

  مَا زَال ذَلِكَ وُكْدِي⁣(⁣٢): أَيْ دَأْبي وَقَصْدِي.

(وَكَرَ)

  (س) فِيهِ «أنَّه نَهَى عَنِ الْمُوَاكَرَةِ» هِيَ المُخابَرَة. وَأَصْلُهُ الهمْز، مِنَ الْأُكْرَةِ، وَهِيَ الحُفْرَة، والْوَكِيرَةُ: الطَّعام عَلَى البِنَاء. والتَّوْكِيرُ: الإطْعَام.

(وَكَزَ)

  [هـ] فِي حَدِيثِ مُوسَى # «فَوَكَزَ الفِرْعَوْنِيَّ فَقَتَلَه» أَيْ نَخَسَه.

  والْوَكْزُ: الضَّرْبُ بِجُمْع الكفِّ⁣(⁣٣).

  وَمِنْهُ حَدِيثُ المِعْراج «إذْ جَاءَ جِبْرِيلُ فَوَكَزَ بَيْنَ كَتِفَيَّ».

(وَكَسَ)

  (س) فِي حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «لَا وَكْسَ وَلَا شَطَطَ» الْوَكْسُ: النَّقْصُ.

  والشَّطَطُ: الجَوْرُ.

  وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «مَن باعَ بَيْعَتَيْن فِي بَيْعةٍ فلَه أَوْكَسُهُمَا أَوِ الرِّبا» قَالَ الخطَّابي:

  لَا أعْلم أحَداً قَالَ بِظاهِر هَذَا الحديثِ وَصَحَّحَ البَيْعَ بِأَوْكَسِ الثَّمنَين، إِلَّا مَا يُحْكى عَنِ الأوزاعِيّ، وَذَلِكَ لمَا يَتَضمَّنُه مِنَ الغَرَرِ والجَهالة. قَالَ: فإنْ كَانَ الحديثُ صَحيحاً فَيُشْبه أنْ يكون ذلك


(١) في الهروي: «أعلمتاه» بتقديم اللام. وفي اللسان: «حَمَلتاه».

(٢) ضبط في الأصل: «وَكْدِي» بفتح الواو. وأثبتُّه بالضم من الهروى. قال فى اللسان: «ويقال: مازال ذلك وُكْدِي، بضم الواو، أي فِعلي ودَأْبي وقَصْدِي. فكأن الوُكْد اسم، والوَكْد المصدر».

(٣) زاد الهروي: «ويقال: ضربه بالعصا».