النهاية في غريب الحديث والأثر،

ابن الأثير (المتوفى: 606 هـ)

(سنا)

صفحة 415 - الجزء 2

  لَهُ حَمْل⁣(⁣١) إِذَا يبِسَ وحرَّكَتْه الريحُ سَمِعت لَهُ زَجَلا. الْوَاحِدَةُ سَنَاةٌ. وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ بالمدِّ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.

  (هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ ألْبَس الخَمِيصَة أُمَّ خَالِدٍ وَجَعَلَ يَقُولُ يَا أُمَّ خَالِدٍ سَنَا سَنَا» قِيلَ سَنَا بالحَبَشيَّة حَسَنٌ، وَهِيَ لغةٌ، وتخَفَّف نُونُها وتُشدَّد. وَفِي رِوَايَةٍ «سَنَهْ سَنَهْ» وَفِي أُخْرَى:

  «سَنَّاهْ سَناَه» بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ فِيهِمَا.

  (س) وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ «مَا سُقِى بالسَّوَانِي فَفِيهِ نصفُ العُشْر» السَّوَانِي جَمْعُ سَانِيَةٍ، وَهِيَ النَّاقةُ الَّتِي يُسْتَقَى عَلَيْهَا.

  (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْبَعِيرِ الَّذِي شَكاَ إِلَيْهِ فَقَالَ أهلهُ «إنَّا كُنَّا نَسْنُو عَلَيْهِ» أَيْ نَسْتَقِي.

  وَمِنْهُ حَدِيثُ فَاطِمَةَ ^ «لَقَدْ سَنَوْتُ حَتَّى اشْتكَيت صَدْرِي».

  وَحَدِيثُ العَزْل «إنَّ لِي جَارِيَةً هِيَ خاَدُمنا وسَانِيَتُنَا فِي النَّخل» كَأَنَّهَا كَانَتْ تَسْقِي لَهُمْ نَخلَهُم عِوض الْبَعِيرِ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.

  (هـ) وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ، أَنَّهُ أَنْشَدَ:

  إِذَا اللهُ سَنَّى عَقْدَ شَيْءٍ تَيَسَّرَا⁣(⁣٢) يُقَالُ سَنَّيْتُ الشَّيْءَ إِذَا فَتَحْتُهُ وسَهَّلته. وتَسَنَّى لي كذا: أي تيسَّر وتَأتَّى.


(١) في اللسان: حمل أبيض.

(٢) صدره كما في اللسان: وَأَعْلَمُ عِلْماً لَيْسَ بِالظَّنِّ أَنَّهُ أو: فَلاَ تَيْأَسَا وَاسْتَغْوِرَا اللهَ إنهّ ومعنى قوله: استغورا الله: اطلبا منه الغِيرَةَ، وهي الميرة.