مقدمة الإمام الحجة مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي #
  ورد به الخبر عن سيد البشر، صلى الله عليه وعلى آله خير آل؛ وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ}[الأنفال: ٢٣].
  هذا، وقد كثرت في هذه الأعصار الضلالات، وانتشرت كل الانتشار الجهالات، وصار يدعي اتباع الحق والدليل - ويموه على الرعاع من الأتباع بالوقوف على منهاج السنة ورفض التقليد، ليصدهم عن السبيل - مَنْ ليس من ذلك القبيل، بل هو رافض للحجج النيرة، مفرق لعمى بصره بين ما جمع الله تعالى على لسان رسوله ÷ في الآيات المتكاثرة والأخبار المتواترة، من الكتاب والسنة والعترة المطهرة، واقف في حومة الدعوى، داع إلى تقليد أرباب الزيغ بمجرد الأهواء {وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ}[الحج: ٨ - ٩]، ووقعت شبههم هذه الباطلة، وتأثرت تمحلاتهم المضمحلة الماحلة في قلوب كثير ممن لا ثبوت لأفهامهم في مجال العلوم، ولا رسوخ لأقدامهم في مقام المنطوق والمفهوم، ولا اطلاع لهم على الحقائق، ولا تمييز بالنظر الصحيح بين مخالف وموافق، وصار الحال كما قال:
  أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى ... فصادف قلبا فارغاً فتمكنا
  وأكد هذا أن مؤلفات المخالفين منشورة، قد امتلأت بها جوانب المعمورة، وأسفار الهداة من سفن النجاة عن الانتشار محصورة ومهجورة، حتى صار الذين لا هوى لهم في مجانبة الحق، يطلعون على نقولات الباطل المختلق، ولا يهتدون إلى أقوال أئمتهم، وردود أعلام ملتهم، ويروون الروايات عن الرواة، فلا يفرقون بين معدّل ومجروح، ومقبول ومطروح، ولا يعرفون من هو في حزب المضلين الغواة، ومن هو في حزب المهتدين الهداة، مع سفن النجاة.
  وهنا أغتنم الفرصة لأحث المؤمنين الأخيار من العلماء الأبرار وطلبة