[تفسير سورة البقرة]
  وقد قرئ: ما لم تماسوهن {أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً} ومعنى بل تفرضوا لهن فريضة والفريضة الصداق وسمي فريضة لأنه أوجبه لها ويقال: فرض فلان لفلان كذا أي أوجب له.
  وقوله: {وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ} يعني أعطوهن ما يتمتعن به من أموالكم على حسب أحوالكم في الغنى والإقتار فأما قدر المتعة فعلى ما ذكرنا وليس لها قدر معلوم بل تكون على سعة حسب سعة الأحوال وضيقها والأحسن أن تكون مثل نصف الصداق.
  ثم قال: {مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ ٢٣٦} فعلم وجوبها عليه بهذه الآية وهي لكل مطلقة لم يدخل بها زوجها.
  قوله تعالى: {وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ} وهو أولى الطلاقين لمن كان كارهاً قبل الدخول كما روينا عن رسول الله ÷ أنه قال: «إن الله ø لا يحب الذواقين والذواقات» يعني الفراق بعد الذوق.
  ثم قال: {وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً} يعني صداقاً {فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ} لكم تسترجعونه منهن ويحتمل فنصف ما فرضتم لهن ليس عليكم غيره لهن {إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ} يعني به عفو الزوجة ليكون عفوها أدعى إلى خطبتها ويرغب الأزواج فيها به قال: {أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} والذي بيده عقدة النكاح هو الزوج كذلك رويناه عن أمير المؤمنين ~.
  قوله تعالى: {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} وهذا خطاب للزوج والزوجة وذلك أقرب لاتقاء كل واحد منهما ظلم صاحبه.
  قوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} وإنما خص