[تفسير سورة البقرة]
  الوسطى بالذكر وإن دخلت في جملة الصلوات لاختصاصها بالفضل، وقد روينا عن أمير المؤمنين # أنه قال: هي صلاة العصر، وروي عنه # أنه لم يصل رسول الله ÷ العصر يوم الخندق إلا بعد غروب الشمس فقال: «ما لهم ملأ الله قلوبهم وقبورهم ناراً شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غربت الشمس»، وروينا أنها صلاة الظهر وكلتا الروايتين جائز شائع.
  ثم قال: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ٢٣٨} أي داعيين طائعين لأن أصل القنوت الدعاء.
  قوله تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} الرجال جمع راجل والركبان جمع راكب مثل قائم وقيام، يعني فإن خفتم من عدوكم فصلوا على أرجلكم وركابكم وقوفاً ومشاة إلى قبلة وغير قبلة مؤتماً أو غير مؤتم على حسب قدرته فإن كان الخوف في السفر والفرض ركعتان مما نقص منه وإن كان في الحضر فالصلاة تامة وليس على من صلى على الوجه الذي ذكرنا الإعادة مع خروج الوقت فإن بقي الوقت استحبت الإعادة؛ ثم قال: {فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ٢٣٩} أي إذا أمنتم فصلوا الصلاة على شروطها وأحيانها كما علمكم.
  قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ} ... الآية، أما الوصية فقد كانت بدل الميراث ثم نسخت بآية المواريث، وأما الحول فقد كانت عدة المتوفى عنها زوجها ثم نسخت بأربعة أشهر وعشرا على ما تقدم.
  قوله تعالى: {وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ} وهذه الآية نزلت على سبب وهي أن الله ø لما قال: {وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ ٢٣٦} وقال رجل: إن أحسنت فعلت وإن لم أرد ذلك لم أفعل فقال الله ø: