البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

[تفسير سورة البقرة]

صفحة 119 - الجزء 1

  {وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ٢٤١} خص المتقين وإن كان عاماً تشريفاً لهم.

  قوله تعالى: {.. أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ} يعني ألم تعلم {وَهُمْ أُلُوفٌ} في العدد والائتلاف والألوف فما زاد على عشرة آلاف، قيل: إنهم كانوا أربعين ألفاً ثم قال: {حَذَرَ الْمَوْتِ} أي فروا من الجهاد {فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا} والقول هنا بمعنى الفعل أي فأماتهم الله كما يقال قالت السماء فعلت بيدي أي مطرت وفعلت بيدي ولأن القول مقدمة الفعل فعبر عنه به {ثُمَّ أَحْيَاهُمْ} الله، وكان ذلك معجزة لنبي من أنبيائه.

  قوله تعالى: {.. مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} القرض هنا الجهاد، وكذلك سائر أبواب البر، قال الشاعر:

  وإذا جوزيت قرضاً فاجره ... إنما يجزي الفتى ليس الجمل

  وقد جهلت اليهود لما نزلت هذه الآية فقالت: إن الله يستقرض منا فنحن أغنياء وهو فقير فأنزل الله: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ}⁣[آل عمران: ١٨١].

  قوله تعالى: {فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} أي عدداً لا يعلمه إلا الله تعالى لكثرته {وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ} أي يقبض الصدقات ويبسط الجزاء.

  قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ} الملأ الجماعة من الأشراف والنبي الذي سألوه داود # {ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} لأن الجبابرة في وقته استذلوهم وهضموهم فسألوا لقتالهم.

  قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ