البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

[تفسير سورة البقرة]

صفحة 120 - الجزء 1

  الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ} قال الإمام الناصر لدين الله ~ إنما أنكروا أن يكون ملكاً عليهم لأنه لم يكن من سبط النبوة ولا من سبط المملكة بل كان من أخمل سبط من بني إسرائيل.

  {قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ} يعني زيادة في العلم وعظماً في الجسم {وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ٢٤٧} والتقدير واسع الفضل فأسقط الفضل اكتفاء باللفظ ويجوز أن يكون واسع بمعنى يوسع نعمه على خلقه.

  قوله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ ءَايَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} أي علامة ملكه وقدر التابوت ثلاثة أذرع في ذراعين فيه سكينة من ربكم أي ما تعرفون من الآيات فتسكنون إليها وتثبتون لها {وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ ءَالُ مُوسَى وَءَالُ هَارُونَ} والبقية فهي العلم والتوراة وقيل عصا موسى ورصاص الألواح وكل ذلك جائز وكانت الملائكة التي حملته بين السماء والأرض.

  قوله تعالى: {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ} هو جمع جند والأجناد القليل وقيل إنهم كانوا مائتين ألف مقاتل {قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} وهو بين الأردن وفلسطين من أرض بيت المقدس، والسبب الذي ابتلوا به شكايتهم قلة الماء وخوف العطش {فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي} أي من أهل ولايتي {وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ} وقرئ (غَرفة) بنصب الغين وغُرفة بضمها فمن ضمها فإنما المراد به المشروب ومن نصب فإنما أراد الفعل {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ} قال الإمام الناصر لدين الله #: كل من استكثر من ذلك الماء ازداد عطشاً وكان المؤمنون عدد أهل بدر ثلاثمائة وبضع عشر رجلاً وجاوز معهم عدة