البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

[تفسير سورة البقرة]

صفحة 121 - الجزء 1

  من الكافرين غير أنهم انجزلوا وقالوا: {لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ} أي يستيقنون كما قال دريد بن الصمة:

  فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج ... سرابهم في الفارسي المسرد

  و {مُلَاقُو اللَّهِ} أي ملاقو ثوابه ورحمته {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ٢٤٩} والفئة الفرقة، بإذن الله: أي بنصر الله؛ لأن الله ø إذا أذن في القتال نصر، والله مع الصابرين: أي بالمعونة والنصر.

  قوله تعالى: {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ} وروينا عن أمير المؤمنين علي # أن جالوت خرج يطلب البراز فخرج إليه داود فرماه بحجر فوقع بين عينيه وخرج من قفاه ثم أصاب جماعة كثيرة من عسكره فقتلهم وانهزم القوم عن آخرهم.

  قوله تعالى: {وَءَاتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ} يعني داود أراد بالملك السلطان وبالحكمة النبوة {وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ} هو صنعة الدروع والتقدير في السرد {وَلَوْلَا دفاع اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} روينا عن أمير المؤمنين علي # أنه قال: إن الله ø يدفع عن البر بالفاجر.

  قوله تعالى: {... اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} مخرج الكلام نفي وحقيقته إثبات إله واحد وهو الله {الْحَيُّ} وإنما سمى نفسه حياً لصرفه الأمور في مصارفها وتقديره الأشياء مقاديرها فهو في التقدير حي لا بحياة، و {الْقَيُّومُ}: هو القائم بأمر خلقه ويحتمل أن يكون القائم على كل نفس بما كسبت حتى