البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

[تفسير سورة البقرة]

صفحة 122 - الجزء 1

  يجازيها ويجوز أن يكون بمعنى العالم بالشيء كما يقال فلان يقوم بهذا الأمر ويقوم بهذا العلم أي بعلمه.

  {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} والسنة النعاس والنعاس ما كان في العين من أجل القلب فهو النوم قال عدي بن الرقاع:

  وسْنَان أقصده النعاس فرنقت ... في عينه سنة وليس بنائم

  {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} أي الدنيا {وَمَا خَلْفَهُمْ} أي الآخرة {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ} أي من معلومه {إِلَّا بِمَا شَاءَ} أن يطلعهم عليه ويعلمهم إياه {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ} والكرسي العلم ومنه قيل للصحيفة التي فيها علم مكتوب كراسة ومنه قول الراجز:

  حتى إذا ما اختارها تكرساً ... أي تعلماً.

  ومنه قيل لعلماء الأرض كراسي كما يقال لهم أوتاد، قال الشاعر:

  تحفهم بيض الوجوه وعصبة ... كراسي بالأحداث حين تنوب

  أي علماء بحوادث الأمور.

  وقال: {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} أي لا يثقله حفظهما الكناية عائدة إلى السماوات والأرض {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ٢٥٥} بالاقتدار والسلطان ويجوز أن يكون العلي عن الأشباه والأمثال.

  قوله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} يجوز أن تكون خاصة في أهل الكتاب إذا بذلوا الجزية لأنهم إذا بذلوها لا يكرهون عليه، والثاني: أن الآية منسوخة بالسيف و {.. الطَّاغُوتِ} من طغى على الله ø واستكبر وهو المارد أيضاً من شياطين الإنس والجن {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} أي الإيمان {لَا انْفِصَامَ لَهَا} أي لا انقطاع.