[تفسير سورة البقرة]
  يجازيها ويجوز أن يكون بمعنى العالم بالشيء كما يقال فلان يقوم بهذا الأمر ويقوم بهذا العلم أي بعلمه.
  {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} والسنة النعاس والنعاس ما كان في العين من أجل القلب فهو النوم قال عدي بن الرقاع:
  وسْنَان أقصده النعاس فرنقت ... في عينه سنة وليس بنائم
  {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} أي الدنيا {وَمَا خَلْفَهُمْ} أي الآخرة {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ} أي من معلومه {إِلَّا بِمَا شَاءَ} أن يطلعهم عليه ويعلمهم إياه {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ} والكرسي العلم ومنه قيل للصحيفة التي فيها علم مكتوب كراسة ومنه قول الراجز:
  حتى إذا ما اختارها تكرساً ... أي تعلماً.
  ومنه قيل لعلماء الأرض كراسي كما يقال لهم أوتاد، قال الشاعر:
  تحفهم بيض الوجوه وعصبة ... كراسي بالأحداث حين تنوب
  أي علماء بحوادث الأمور.
  وقال: {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} أي لا يثقله حفظهما الكناية عائدة إلى السماوات والأرض {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ٢٥٥} بالاقتدار والسلطان ويجوز أن يكون العلي عن الأشباه والأمثال.
  قوله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} يجوز أن تكون خاصة في أهل الكتاب إذا بذلوا الجزية لأنهم إذا بذلوها لا يكرهون عليه، والثاني: أن الآية منسوخة بالسيف و {.. الطَّاغُوتِ} من طغى على الله ø واستكبر وهو المارد أيضاً من شياطين الإنس والجن {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} أي الإيمان {لَا انْفِصَامَ لَهَا} أي لا انقطاع.