البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

[تفسير سورة البقرة]

صفحة 125 - الجزء 1

  {قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ} قيل هن: الديك والطاووس والحمام والغراب {فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ} قرئ بكسر الصاد وضمها ومعناه فقطعهن وإليك من صلة خذ، ومن قال صرهن بمعنى اضممهن جعل إليك من صلة فصرهن.

  {ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا} أي على كل جبل من الجبال والجزء من كل شيء بعضه سواء انقسم على صحة أو على غير صحة والسهم هو المنقسم على صحة.

  قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} أي للجهاد {كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ} ضعف في غير الجهاد الحسنة بعشرة أمثالها.

  قوله تعالى: {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ٢٦١} واسع لا يضيق عن الزيادة عليه لمن يستحقها.

  قوله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى} المن في ذلك أن تقول: قد أحسنت إليك ونعشتك، والأذى أن يقول: أنت أبداً فقير ومن أبلاني بك مما يؤذي به قلب المعطى {لَهُمْ أَجْرُهُمْ} يعني ما استحقوه فيما وعدهم به على نفقتهم {وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} من أهوال الآخرة.

  قوله تعالى: {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ} يعني قولاً حسناً بدل المن والأذى {وَمَغْفِرَةٌ} يعني العفو عن السائل وأذاه، وروينا عن رسول الله ÷ أنه قال: «المنّان بما يعطي لا يكلمه الله ولا ينظر إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم».