[تفسير سورة البقرة]
  الضعفاء أحنا وإشفاقه عليهم أكثر {فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ} والإعصار ريح تهب من الأرض إلى السماء كالعمود قال الشاعر:
  إن كنت ريحاً فقد لاقيت إعصاراً
  وإنما قيل لها إعصار لأنها تلتف كالتفاف الثوب المعصور وإنما هذا مثلٌ ضربه الله ø لكم أي في النفقة ينقطع عنه نفعها أحوج ما يكون إليها وقد يكون أيضاً مثلاً للذي يختم عملاً بفساد.
  قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ} يعني الذهب والفضة كذا روينا عن أمير المؤمنين {وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} يعني من الزرع والثمار، وهذه من الزكاة المفروضة {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} والتيمم التعمد يقال: أممت إذا قصدت إمامة ويممته إذا تعمدته من أي جهة كان، والخبيث الردي من كل شيء، والسبب فيه أنهم كانوا يأتون بالخشن فيدخلونه في تمر الصدقة فنزلت هذه الآية {وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ} إلا تتساهلوا ويحتمل ولستم بآخذيه إلا وكس فكيف تعطونه في الصدقة.
  قوله تعالى: {.. يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ} والحكمة العلم والفقه في الدين والإصابة في الرأي.
  قوله تعالى: {.. إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ} هذه الآية نزلت في صدقات التطوع وإخفاؤها جائز ليكون أبعد من الريا وأما المفروضات فليس يجوز إخفاؤها.
  قوله تعالى: {وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ} فـ (من) هاهنا زائدة وتقديره ونكفر عنكم سيئاتكم.