البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

[تفسير سورة البقرة]

صفحة 129 - الجزء 1

  قوله تعالى: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا} يعني ينقصه شيئاً بعد شئ مأخوذ من محاق الشهر لنقصان الهلال فيه.

  قوله تعالى: {وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} أي وينمي الأموال بإخراج الصدقات.

  قوله تعالى: {.. يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ٢٧٨} هذه الآية نزلت في العباس ونفر معه كانت لهم بقية من الربا {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} أي من كان مؤمناً فهذا حكمه.

  قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا} يعني ترك ما بقي من الربا {فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ} وتقرأ: فآذنوا بالمد: أعلموا غيركم، من قرأ بالقصر فإن معناه اعلموا {وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ} أي ما دفعتم إليه {لَا تَظْلِمُونَ} بأن تأخذوا الزيادة على رؤوس أموالكم {وَلَا تُظْلَمُونَ ٢٧٩} بأن تمنعوا رؤوس أموالكم.

  قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ} ويقرأ: فإن كان ذا عسرة، وكلا الوجهين جائز في العربية {فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} والإنظار بالدين واجب في الربا كان أو في غيره عند الإعسار إلى ميسرة مفعلة من اليسر {وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ} أي على المعسر خير لكم إن تصدقتم عليه بالدين من أن تنظروه.

  قوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} يعني إلى جزاء الله وملكه {ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ} أي جزاء ما كسبت من الأعمال {وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (٢٨١} في محاسبتهم على أعمالهم فهم لا ينقصون ما يستحقون من الثواب ولا يزدادون على ما يستحقون من العقاب، روينا عن أمير المؤمنين أن هذه آخر آية نزلت على رسول الله ÷.