سورة آل عمران
  قوله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ} أي حسن حب الشهوات من خلق الله ø في الإنسان لأنها ضرورية لا يقدر على دفعها وذلك لأن الله سبحانه زين من حب الشهوات ما خلق وحسن بما جعله من الطباع من المنازعة كما قال: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا}[الكهف: ٧]، فأما ما قبح من الشهوات فلم يزين بل قد نهى عنها.
  {وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ} والقنطار ألف أوقية ومائتا أوقية وقيل ملء مسك ثور ذهباً، والمقنطرة: ألمضاعفة وقيل هو المال الكثير {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ} الحسنة، ويحتمل أن تكون المعلمة من السيما وهي العلامة {وَالْأَنْعَامِ} وهي الإبل والبقر والغنم من الضأن والمعز ولا يقال النعم الجنس منها على الانفراد إلا الإبل {وَالْحَرْثِ} هو الزرع.
  [الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (١٧)] والصابرون هم قوم صبروا على طاعة الله وصبروا عن محارمه، والصادقون هم قوم صدقوا أنبياءهم واستقامت قلوبهم وألسنتهم وصدقوا في السر والعلانية، والقانتون هم المطيعون، والمستغفرون بالأسحار هم أهل الصلاة.
  قوله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} قيل لما نزلت هذه الآية كان حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنماً خرت كلها على وجوهها للشهادة من الله بأنه لا إله إلا هو، وتحتمل وجهين أحدهما: أن معناها الإخبار بذلك تأكيد الخبر بالمشاهدة كإخبار الشاهد لما شاهد لأنه أوكد الخبرين، والثاني أنه أحدث من أفعاله المشاهدة ما قامت مقام الشهادة بأنه لا إله إلا الله.
  [وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ] فأما شهادة الملائكة وأولوا العلم فهي