سورة آل عمران
  اعترافهم بما شاهدوه من دلائل وحدانيته {قَائِمًا بِالْقِسْطِ} أي بالعدل.
  قوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} والدين هنا الطاعة لله فكأنه(١) قال إن الطاعة لله الإسلام وأصل الإسلام مأخوذ من السلم لأنه يعود إلى السلامة، ويحتمل أن يكون من التسليم لأمر الله في كل ما أمر بطاعته.
  {وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ} يعني أهل الكتاب من اليهود والنصارى، والكتاب الجنس في هذا الموضع، والبغي الذي كان بينهم هو عدولهم عن الحق.
  قوله تعالى: {فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ} أي أسلمت نفسي معناه انقدت في أمره الإخلاص التوحيد، {وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ} وهم الذين لا كتاب لهم مأخوذ من الأمي الذي لا يكتب {ءَأَسْلَمْتُمْ} هو أمر بالإسلام لهم على صورة الاستفهام.
  قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النبيئين وقري وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ٢١} روينا عن رسول الله ÷ أنه قال: «أشد الناس عذاباً يوم القيامة رجل قتل نبياً أو إماماً أو رجلاً أمر بمعروف أو نهى عن منكر» ثم قرأ: {وَيَقْتُلُونَ النبيئين بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ٢١} قال #: قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبياً من أول النهار في ساعة واحدة فقام مائة رجل واثني عشر رجلاً من عباد بني إسرائيل فأمروا من قتلوهم بالمعروف ونهوا عن المنكر فقتلوا جميعاً في آخر
(١) نخ: فصار كأنه.