سورة آل عمران
  بتشديد الميت وتخفيفه والميت واحد الأموات قال الشاعر:
  ليس من مات فاستراح بميت ... إنما الميت ميت الأحياء
  إنما الميت من يعيش كئيبا ... كاسفاً باله قليل الرجاء
  أي يخرج الحيوان الحي من النطفة الميتة ويخرج النطفة الميتة من الحيوان الحي، وقد يحتمل أن يكون الحي بمعنى المؤمن والميت بمعنى الكافر أي تخرج من الكافر المؤمن ومن المؤمن الكافر.
  قوله تعالى: {... إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى ءَادَمَ وَنُوحًا وَءَالَ إِبْرَاهِيمَ وَءَالَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ٣٣} فأما آل إبراهيم فهو النبي ÷ وخيار عترته واصطفاهم الله للنبوة، وآل عمران فهو موسى وهارون وعيسى لأن أمه مريم بنت عمران.
  {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ} أي بالتناصر لما بعثوا به لا بالنسب كما قال عز من قائل: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ}[التوبة: ٦٧]، أي في اجتماعهم على الضلال.
  قوله تعالى: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} أي عتيقاً من أمر الدنيا لطاعة ربه فلما وضعتها قالت: {رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى} إنما قالت ذلك اعتذاراً من عدولها عن نذرها لأنها أنثى {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ} يقرأ بضم التاء وسكونها فمن ضم التاء جعل ذلك راجعاً إلى اعتذارها لأن الله أعلم بما وضعت.
  ثم قال: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى} لما يصلح له الذكر من خدمة المسجد المقدس لما يلحقها من الحيض ولصيانة النساء عن التبرج وإنما يختص العلماء بذلك {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ٣٦} أي من إغوائه والرجيم المرجوم المبعد.