سورة آل عمران
  قوله تعالى: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ} معناه أنه رضاها في النذر الذي نذرت بإخلاص العبادة والطاعة في بيت المقدس {وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا} أي أنشأها إنشاء حسناً في غذائها وحسن تربيتها {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} قرئ بالتشديد فمن قرأ به فإنما أراد دفع كفالتها، ومن قرأ وكفلها فمعنى ذلك أنه أخذ كفالتها، {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ} وهو أرفع موضع في المسجد {وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا} قيل: إنه كان يجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء، وقيل: تأويله إن الرزق الذي كان يأتيها كان بدعوة زكريا والثاني أن ذلك الزرق كان تأسيساً لنبوة المسيح #.
  {قَالَ يَامَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ٣٧ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ} وفي سبب دعائه قولان أحدهما: أنه لما أبصر فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء فطمع في رزق الولد من عاقر، والثاني: أنه لم يسأل إلا بعد الإذن لأن سؤال ما خالف العادة يمنع منه إلا عن إذن لتكون الإجابة إليه إعجاز.
  {قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً} أي ولداً مباركاً وقصد بالذرية الولد الواحد {إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ٣٨} أي مجيب الدعاء لأن إجابة الدعاء بعد سماعه.
  قوله تعالى: {فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ} جبريل # {وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى} إنما سماه الله يحيى لأنه أحياه الله بالإيمان والحكمة وسماه بهذا الاسم قبل مولده {مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ} يعني الكتاب ويحتمل أن يكون المسيح وإنما سمي المسيح كلمة