سورة آل عمران
  إمامنا وعالمنا فاقترعوا عليها بإلقاء الأقلام مستقبلة لجري الماء فاستقبلت عصا زكريا جرية الماء مصعدة وانحدرت أقلامهم فقرعهم زكرياء وهو معنى قوله: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا}[آل عمران: ٣٧].
  قوله تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} وإنما سمي مسيحاً لأنه مسح بالتطهير من الذنوب.
  قوله تعالى: {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ} وإنما كان كلامه في المهد لأمرين أحدهما: لتنزيه أمه مما قُذفت به، والثاني: لظهور معجزته وإنما ظهوره كان تأسيساً لنبوته، والمهد مضطجع الصبي مأخوذ من التمهيد.
  ثم قال: {وَكَهْلًا} قيل: إن الإكتهال هو بلوغ ثلاثة وثلاثين سنة وهو استكمال القوة يقال: اكتهل البيت إذا طال وقوي.
  فإن قيل: فما المعنى بكلامه كهلاً، وذلك لا يستنكر؟ والجواب: أنه يكلمهم كهلاً بالوحي الذي يأتيه من الله تعالى، والثاني: أنه يتكلم بكلام الكهل في السن وهو في المهد.
  قوله تعالى: {... فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} أي من أنصاري مع الله ومن ينصرني بنصرهم الله وفي سبيل الله {قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ} وإنما سموا حواريين لصفاء قلوبهم وصفى سرائرهم في طاعة الله ø وأصل الحواري من الحور وهو شدة البياض ومنه الحواري من الطعام سمي بذلك لنقائه وبياضه.
  ووجه الاستنصار بالحواريين أنه يتمكن من إظهار الحجة وإقامة الحق وليأمن على نفسه، ويحتمل أن يكون استنصاره بهم على وجه التجربة ليعرف الكافر من المؤمن.
  قوله تعالى: {فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ٥٣} يعني صل ما بيننا وبينهم