سورة آل عمران
  على التقوى والإخلاص وأثبنا(١) معهم في الكرامة.
  قوله تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ٥٤} يحتمل تأويلين أحدهما: في مكروا بالمسيح والحيلة عليه في قتله ومكر الله في ردهم خائبين وألقى شبه المسيح على غيره.
  والثاني: ومكروا بإضمار الكفر ومكر الله مجازاتهم بالعقوبة وإنما جاء قوله: {وَمَكَرَ اللَّهُ} على مزاوجة الكلام وإن خرج عن حكمه نحو قوله: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ}[البقرة: ١٩٤]، وليس الثاني اعتداء.
  وأصل المكر التفاف ولذا سمي الشجر الملتف مكراً والمكر هو الاحتيال على الناس لالتفاف المكروه به والفرق بين الحيلة والمكر أن الحيلة تكون لإظهار ما يعسر من غير قصد إلى الإضرار والمكر الترصد إلى إيقاع المكروه.
  {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} أي إلى كرامتي {وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} هو إخراجه من بينهم غير ظافرين بما أرادوا من قتله {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} أي بالعز والغلبة ليكون ذلك كالبرهان والحجة.
  قوله تعالى: {... فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} أي في الحق ويحتمل أن يكون في عيسى {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ٦١} أي نلعن وندع بهلاك الكاذب قال لبيد:
(١) نخ: وأثبتنا.