البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة آل عمران

صفحة 144 - الجزء 1

  نظر الدهر إليهم فابتهل

  أي دعا عليهم بهلاك.

  فلما نزلت هذه الآية أخذ النبي ÷ بيد أمير المؤمنين علي وفاطمة والحسن والحسين ثم دعا النصارى إلى المباهلة فأحجموا عنها وقال بعضهم: إن باهلتموه أضرم الله عليكم الوادي ناراً.

  قوله تعالى: {.. قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} وهذه الآية نزلت في نصارى نجران {وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} هو طاعة الأتباع لرؤسائهم في أوامرهم بمعاصي الله ø.

  قوله تعالى: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ} وسبب نزول هذه الآية أن اليهود والنصارى اجتمعوا عند رسول الله ÷ فقالت اليهود: كان إبراهيم يهودياً وقالت النصارى كان نصرانياً ونزلت هذه الآية بتكذيب الفريقين.

  قوله تعالى: {... يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ ٧٠} أي بما بينا عليكم من حجة.

  قوله تعالى: {هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} يعني ما أوجده في كتبكم {فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} يعني من شأن إبراهيم {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ٦٦} أي فسألوا ذلك عالمه.

  قوله تعالى: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ} أي في تحريف التوراة والإنجيل، ويحتمل أن يكون الدعاء إلى إظهار الإسلام في أول النهار والرجوع عنه في آخره قصداً لتشكيك الناس فيه، ويجوز أن يكون بالتلبيس في الإيمان لموسى وعيسى ومحمد ÷