سورة آل عمران
  {وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ} أي ما وجدوا من صفته في التوراة والإنجيل والبشارة به {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ٧١} أن ما عرفتموه من كتبكم.
  قوله تعالى: {.. وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ} أي لا تصدقوا إلا لمن تبع دينكم والقائل بهذا اليهود قال بعضهم لبعض، وفي سبب نهيهم أن يؤمنوا إلا لمن تبع دينهم لئلا يعترفوا به فيلزمهم العمل بدينه لإقرارهم بصحته {قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ} أيها المسلمون، فيه قولان أحدهما أن في الكلام حذفاً وتقديره قل إن الهدى هدى الله أن لا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أيها المسلمون فحذف لا من الكلام بدليل الخطاب كما قال: {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا}[النساء: ١٧٦]، أي لئلا تضلوا وهذا معنى الكلام، ويحتمل أن يكون معنى الكلام قل إن الهدى هدى الله فلا تجحدوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم. {أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ} على طريقة التعبد كما يقال لا تلقاه أو تقوم الساعة.
  قوله تعالى: {.. يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ} الرحمة في هذا الموضع النبوة والإمامة ويجوز أن تكون الإسلام والنبوة فليست مستحقة على جزاء عمل أي تفضل من الله ø.
  قوله تعالى: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} ودخول الباء على القنطار والدينار يجوز أن يكون لإلصاق الأمانة كما دخلت في قوله: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ٢٩}[الحج]، ويجوز أن تكون الباء بمعنى على، وتقدير الكلام: من إن تأمنه على قنطار ودينار {إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا} أي بالمطالبة والاقتضاء والملازمة.
  {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} يعني في أموال