سورة آل عمران
  العرب لاختلاف قبلتهم فاستباحوا بذلك أموالهم، قيل: لما نزلت هذه الآية كذب أعداء الله ما من شيء في الجاهلية إلا وهو تحت قدمي إلا الأمانة فإنها مؤداة إلى البر والفاجر.
  قوله تعالى: {.. إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} والعهد هو ما أوجب الله من طاعة وكف عن معصية، ويحتمل أن يكون ما ركبه في الإنسان من الزجر عن الباطل والانقياد للحق {أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ} أي لا نصيب لهم {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ} أي لا يسمعون من الكلام ما يسرهم بل ما يسوؤهم {وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ} أي لا يرحمهم.
  هذه الآية نزلت في قوم من أحبار اليهود في أبي رافع وكنانة بن أبي الحقيق وكعب بن الأشرف وحيي بن أخطب كتبوا كتاباً بأيديهم ثم حلفوا أنه من عند الله فيما ادعوا أنه ليس عليهم في الأميين سبيل.
  قوله تعالى: {.. مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ} وسبب ذلك أن قوماً من اليهود قالوا لرسول الله ÷ أتدعونا إلى عبادتك كما دعى المسيح النصارى فنزلت هذه الآية {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} أي فقهاء علماء حكماء أتقياء يدينون أمور الناس بحسن تدبيرهم، قال الشاعر:
  وكنت امرءاً أفضت إليك ربابتي ... وقبلك ربتني فضعت ربوب
  فسمي العالم ربانياً لأنه بالعلم يدين الأمور.
  قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا ءَاتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ} وفي الميثاق الذي أخذه الله عليهم هو أن يأخذوا على قومهم بتصديق النبي ÷ {ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ} يعني محمد ÷ {مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ} من التوراة والإنجيل {لَتُؤْمِنُنَّ