سورة آل عمران
  الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ١٠٠} يعني بالذين آمنوا الأوس والخزرج إن تطيعوا اليهود في إغرائهم بينكم يردوكم بعد إيمانكم كافرين.
  قوله تعالى: {.. يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} وحق تقاته هو أن يطاع فلا يعصى ويشكر فلا يكفر ويذكر فلا ينسى ويبقى في طاعته ولا يخاف سواه، وهذه الآية محكمة وقد ذكر بعض الناس أنها منسوخة بقوله: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}[التغابن: ١٦].
  قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} وحبل الله تعالى هو كتاب الله ø وعترة الرسول $ الهداة الذين أمر الله الخلق باتباعهم لأن الكتاب والعترة هو السبب الذي بين الله وبين الخلق إنما سميا حبلاً لأن المتمسك بهما ينجو مثل متمسك الحبل من بئر أو غيرها {وَلَا تَفَرَّقُوا} عن دين الله الذي أمر فيه بلزوم فلا يتخلفوا عن دين الله ونصرته {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ} وهذا خطاب توجه إلى مشركي العرب لما كان بينهم من الغوائل، وقيل إنها نزلت في الأوس والخزرج لما كانت بينهم من الحروب في الجاهلية حتى تطاولت مائة وعشرين سنة إلى أن ألف الله قلوبهم بالإسلام فزالت تلك الأحقاد.
  قوله تعالى: {... يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} يعني يوم القيامة لأن الناس بين مثاب بالجنة وبين معاقب بالنار فوصف وجه المثاب بالبياض لإسفاره بالسرور ووصف وجه المعاقب بالسواد لانكسافه بالحزن {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ١٠٦} هذه الآية نزلت في كل منافق ارتد عن الإسلام.