سورة آل عمران
  تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا} يعني من وجههم هذا ومن غضبهم وأصل الفور من فور القدر وهو غليانه عند شدة الحمأ وفور الغضب منه لأنه كفور القدر {يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ ءَالَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ ١٢٥} قرئ بكسر الواو ومعنى أنهم سوموا خيلهم أي أعلموها، وتقرأ بفتح الواهي أي هي معلمة وقيل إن الله سبحانه وتعالى أنزل الملائكة يوم بدر وكانت خيلهم بلقاً وعلى رؤوسهم عمائم صفر وكان عددهم خمسة آلاف.
  قوله تعالى: {لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} يعني يوم بدر بقتل من كان من صناديد المشركين وقادتهم إلى الكفر وإنما قال ليقطع طرفاً ولم يقل وسطاً لأن الطرف أقرب إلى المؤمنين من الوسط فاختص القطع مما هو إليهم كما قال: {قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ}[التوبة: ١٢٣]، {أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ ١٢٧} والكبت الصرع على الوجه والفرق بين الخائب والآيس أن الخيبة لا تكون إلا من بعد أمره واليأس قد يكون من قبل أمره.
  قوله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} أي فيما ندبره ونفعله في أصحابك وإنما ذلك إلى الله ø فيما يفعله من اللطف بهم في التوبة عليهم واستصلاحهم أو في عذابهم والانتقام منهم.
  قوله تعالى: {.. يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا} يريد بالأكل الأخذ والربا زيادة القدر في مقابلة لزيادة الأجل وهو ربا الجاهلية المتعارف بينهم بالنسأ.
  ثم قال: {أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً} وهو أن يقول عند حلول الأجل إما أن تعطيني وإما أن تربيني فإن لم تعطه ضاعف ذلك عليه ثم يفعل ذلك عند حلوله من بعد حتى يصير أضعافاً مضاعفة.