البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة آل عمران

صفحة 153 - الجزء 1

  ثم قال: {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ١٣١} فدلت هذه الآية أن الربا من الكبائر التي يستحق عليها الوعيد بالنار ويتفاضل العقاب بتفاضل المعاصي.

  قوله تعالى: {.. وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} والفاحشة من كبائر الذنوب أو ظلمواأنفسهم في فعلها {ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ} لأن ذكر الله ø يبعث على التوبة والاستغفار يقولون: اللهم اغفر لنا ذنوبنا فإن الله ø قد سهل على هذه الأمة ما شدد على بني إسرائيل كانوا إذا أذنب أحد منهم أصبح مكتوباً على بابه في كفارة ذنبه اجدع أنفك، اجدع أذنك ونحو ذلك؛ فجعل لأمتنا الاستغفار.

  {وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا} والإصرار الثبوت على المعاصي وترك الاستغفار {وَهُمْ يَعْلَمُونَ ١٣٥} أنهم قد أتوا بالمعصية.

  قوله تعالى: {.. قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ} أي سنن من الله في الأمم السالفة أهلكهم بها والسنة أصلها الطريقة المتبوعة في الخير والشر قال الشاعر:

  من معشر سنت لهم آباؤهم ... ولكل قوم سنة وإمامها

  وقال آخر:

  وإن الأولى بالطف من آل هاشم ... تأسوا فسنوا للكرام التأسيا

  قوله تعالى: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ} أي القرآن فيه ما يحتاج إليه الناس من الهدى {وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ١٣٨} أي يتعظ به كل من آمن واتقى.

  {.. إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ} بفتح القاف