البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة آل عمران

صفحة 154 - الجزء 1

  وضمها والقرح بالفتح الجراح والقرح ألم الجراح فأما الفرق بين اللمس والمس فهو أن اللمس مباشرة بإحساس والمس مباشرة بغير إحساس وهذا مما ذكره للمؤمنين تسلية لهم بأن أصابهم يوم أحد قرح فقد أصاب المشركين يوم بدر مثله {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} والدولة لا تكون إلا للمؤمنين المطيعين لأن الله ø لا يديل الكافرين ولكن يديل المؤمنين من الكافرين بأن جعل الكرة عليهم.

  قوله تعالى: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا} يعني بالتمحيص التخليص من الذنوب {وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ١٤١} أي ينقصهم.

  قوله تعالى: {.. وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ} قيل بمعنى الجهاد ممن لم يحضر بدر فلما كان يوم أحد أعرض كثير منهم عنه فعاتبهم الله ø على ذلك ثم قال: {فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ١٤٣} يعني قد علمتموه ورأيتم أسبابه.

  قوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} وسبب ذلك أن المنافقين أشاعوا يوم حنين أن النبي ÷ قد قتل فقال أناس لو كان نبياً ما قتل ثم قال: {أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} يعني رجعتم كفاراً بعد إيمانكم.

  قوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا} يعني من أراد بجهاده ثواب الدنيا أي نصيبه من الغنيمة نؤته منها.

  قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} والربيون هم الذين يعهدون الموت ... والربانيون هم الولاة والربيون تبع لهم {فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا} بالخضوع ومعناه فلم يهنوا بالخوف ولا ضعفوا عن عدوهم.

  قوله تعالى: {.. فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ}