سورة آل عمران
  ثواب الدنيا هو النصر على عدوهم والغنيمة منه وحسن ثواب الآخرة الجنة.
  قوله تعالى: {.. وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} أي تقتلونهم يقال حسه يحسه حساً إذا قتله لأنه يقال حسه بإذنه أي بأمره ولطفه.
  قوله تعالى: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ} بين الإصعاد والصعود فرق وهو أن الإصعاد في مستوي الأرض والصعود في ارتفاع قيل إنهم صعدوا في الجبل فرراً يوم أحد {وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ} قيل: كان يقول: «يا عباد الله ارجعوا» {فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ} فالغم الأول القتل والجراح والغم الثاني الإرجاف بقتل رسول الله ÷ {لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} ولا ما أصابكم من الهزيمة.
  قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ} من الخوف وهم عبدالله بن أبي [بن] سلول وسبب ذلك أن المشركين يوم أحد توعدوا المؤمنين بالرجوع فكان من أخذته الأمنة من المؤمنين تحت الحجف متأهبين فناموا حين أخذتهم الأمنة وطائفة قد أهمتهم أنفسهم من الخوف وهم عبدالله بن أبي [بن] سلول وجماعة من المنافقين أخذهم الخوف فلم يناموا لسوء الظن {يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} يعني في التكذيب بوعده.
  {يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} أي أخرجنا كرهاً ولو كان الأمر إلينا ما خرجنا، والثاني أنه ليس لنا من الظفر شيء كما وعدنا على وجه التكذيب بذلك {قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ